ستكون نهائيات المونديال المقبل آخر محطة للمدرب النروجي ايغيل اوسلن اذ قرر ترك منصبه ،مهما كانت النتيجة. ويقود اولسن احد الفرق القليلة التي تملك سجلاً خالياً من الخسارة امام منتخب البرازيل. وفضل اولسن على كرة القدم النروجية كبير جداً اذ تمكن من تحويل مجموعة لاعبين نصف محترفين الى فريق يرعب الفرق الكبيرة. ومنذ استلامه دفة المنتخب في العام 90 قاد اولسن النروج الى انتصارت بارزة على ايطاليا وهولندا وانكلترا وابطال العالم، كانت تعتبر في الماضي القريب حلماً بالنسبة للنروجيين. كانت مهمة اولسن الاولى بعد استلام مهمته فك عقدة النقص التي عانى منها لاعبو المنتخب "اذ كانوا يخسرون المباراة قبل بدايتها" حسب قوله. وسبق لسلفه توردي غريب القول:"لنكفّ الحديث عن التأهل الى النهائيات. لا يمكننا تحقيق ذلك". ومنذ استلم اولسن تأهلت النروج مرتين الى نهائيات المونديال عامي 94 و98. وفاز الفريق باشراف اولسن في 43 مباراة وخسر 15 فقط وسجل 152 هدفاً واهتزت شباكه 56 مرة وهي احصاءات ممتازة، علماً ان الخسارات لم تكن في مباريات مهمة. وتعود الخسارة الاخيرة للنروج الى بداية العام 1997 ضد استراليا. كلاعب كان يملك مهارات فردية عالية وأحب مواجهة المدافعين وتخطيهم. برز مع فريقي فاليرنغن وفريغ النروجيين ومثل النروج 16 مرة من عام 64 الى العام 71 ففاز المنتخب في 5 مباريات وتعادل في اثنتين وخسر تسع من دون ان يتمكن اولسن من تسجيل اي هدف وتعرض اولسن المدرب لانتقادات عنيفة بعد الخروج من مونديال 94 لاعتماده اسلوب لعب "ناشف" وفارغ يعتمد على التنظيم والكرات العالية فقط، حتى ان المباراة ضد جمهورية ايرلندا التي انتهت بالتعادل السلبي اعتبرت الاسوأ في المونديال. ويؤكد اولسن ان المنتخب الحالي يملك خيارات هجومية اكبر. تطور اولسن المدرب مع المنتخبات النروجية في الفئات المختلفة فبعدما درب منتخب دون 21 سنة خمس سنوات بنجاح اسندت اليه مهمة تدريب المنتخب الاولمبي. قبل ان يتسلم دفة المنتخب الاول العام 90. والجهد الجماعي والصفوف المنظمة هما اساس فلسفته الكروية علماً انه يمضي ساعات وهو يتابع شرائط فيديو للفرق التي سيواجهها لدراستها تماماً واكتشاف نقاط الضعف والقوة فيها. افكاره السياسية الراديكالية وعاداته في لعب الميسر تثير اهتمام الكثيرين مناصرين كانوا او معارضين... لكن المدرب يحاسب على النتائج وفي هذا الميدان لا غبار على سجل اولسن.