تواصلت المعارك في شمال افغانستان بين حركة "طالبان" والتحالف الشمالي المناهض لها، لليوم الثالث على التوالي امس. وجاء ذلك إثر انهيار المحادثات بين الجانبين في اسلام أباد، على رغم النداءات الدولية الى الجانبين من اجل احترام وقف النار. وتركزت مساعي الأممالمتحدة التي أوفدت مسؤوليها للتفاوض مع "طالبان" على فك الحصار عن مناطق الشيعة وسط افغانستان. وحضت واشنطن الحركة على فك الحصار والسماح لقوافل الاغاثة الدولية بدخول مناطق الشيعة. لكن "سفير" ممثل الحركة في اسلام أباد عبدالحكيم مجاهد انتقد بشدة حزب الوحدة الموالي لطهران الذي يسيطر على هذه المناطق. وحمّل مجاهد في تصريح الى "الحياة" حزب الوحدة مسؤولية فشل المحادثات الافغانية في اسلام اباد الأسبوع الماضي. وقال مجاهد ان مندوب حزب الوحدة في المحادثات عبدالرسول طالب "كان يتصرف وكأنه رئيس لوفد المعارضة في حين ان التحالف الشمالي اختار فضل الهادي شنواري رئيساً للوفد. واقترحنا عليهم المعارضين ان تتواصل المحادثات لكن طالب رفض ذلك". وكان حزب الوحدة يعتبر رفع الحصار عن مناطقه في وسط افغانستان شرطاً رئيسياً للبحث في مواضيع اخرى على جدول اعمال المحادثات. وخيمت قضية الحصار على اعمال مؤتمر في لندن للدول المانحة للمساعدات الى افغانستان، يعقد تحت رعاية الاممالمتحدة متمثلة بالمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. وأكدت مصادر الخارجية الاميركية انها تشارك بفاعلية في المؤتمر وتدعم جهود الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي في افغانستان. وحضت طرفي النزاع الافغاني على التعاون الوثيق مع المنظمتين من اجل استئناف المحادثات والتوصل الى تسوية سلمية. في غضون ذلك، شنت "طالبان" امس هجوماً على مواقع المقاتلين الطاجيك بقيادة احمد شاه مسعود في منطقة بنغي في ولاية تخار شمال افغانستان. لكن الحركة لم تحرز اي تقدم على الأرض. وكان خمسة من عناصرها قتلوا وأصيب عشرات بجروح في هجوم قامت به في الولاية نفسها اول من امس.