أعلن في موسكو امس الجمعة عن اعادة توزيع الصلاحيات في قيادة الحكومة الروسية. وعزز رئيس الوزراء فيكتور تشيرنوميردين مواقعه اذ سيتولى الاشراف على وزارات "القوة" اضافة الى الخارجية والمال، فيما حرم نائباه الأولان من ادوات مهمة للتأثير في القرار. واكد الناطق الرسمي باسم الكرملين انه "لا يعرف شيئاً حتى الآن" عن تعديل وزاري قريب. وذكر بلاغ رسمي ان تشيرنوميردين سيتولى الاشراف على وزارات الدفاع والامن والداخلية والخارجية والمال ومؤسسة "روسفو روجينيه" لتصدير السلاح وقطاعات اخرى. وشدد البلاغ على ان هذا التفويض "يقع ضمن الصلاحيات الممنوحة للحكومة" وذلك في اشارة الى ان رئيس الدولة بوريس يلتسن سيبقى المرجع الاعلى الذي ترتبط به، وفقاً للدستور، وزارات "القوة" والخارجية وشركة التصدير العسكري. وفي مطلق الاحوال يجمع المراقبون على ان تشيرنوميردين عزز مواقعه في صورة ملحوظة بعد ان كان لا يملك تأثيراً على المؤسسات العسكرية والامنية ووزارة الخارجية. وكانت وكالات انباء عالمية وروسية تناقلت امس انباء عن اقالة تشيرنوميردين الا ان رئيس الوزراء سخر منها وقال "انهم الصحافيون اعلنوا قبل يوم مرضي ثم تحدثوا عن استقالتي". واضاف انه يشعر بصحة جيدة الا انه متعب وبحاجة الى اجازة قصيرة ذكر انها ستبدأ اثر عودة الرئيس يلتسن من اجازته يوم الاثنين المقبل. وذكر السكرتير الصحافي لرئيس الدولة سيرغي ياسترجيمبكي ان اعادة توزيع الصلاحيات "تمت بالاتفاق مع الرئيس وموافقته". واضاف ان يلتسن سيلتقي حال مباشرته العمل يوم الاثنين القادم تشيرنوميردين ونائبيه الأولين أناتولي تشوبايس وبوريس نيمتسوف. لكن ياسترجيمبسكي رفض الاجابة عن اسئلة في شأن تعديل وزاري قادم وقال انه "لا يعلم شيئاً" عن هذا الموضوع. وبموجب التغيير الاخير فقد نيمتسوف صلاحياته كمشرف على مجمع للطاقة الذي يعدّ عصباً حساساً في الاقتصاد. اما زميله تشوبايس فلم يعد مشرفاً على وزارة المال كما سحبت منه صلاحيات الاشراف على وسائل الاعلام التي حولت الى نائب رئيس الوزراء ميخائيل بولغاك، فيما اكد تشيرنوميردين انه سيتولى "الاهتمام شخصياً" بالاعلام. وذكر انه "حقل يرتبط بسياسة الدولة". ويشير المحللون الى ان جناح الاصلاحيين الراديكاليين الذي يمثله تشوبايس ونيمتسوف حرم اوراقاً مهمة في اللعبة السياسية وادوات اهم في المجالات الاقتصادية والمالي. ولفت المراقبون الى ان محافظ موسكو يوري لوجكوف الذي اعلن نيته الترشيح لرئاسة الدولة عام 2000 هاجم بعنف الراديكاليين وقال ان تشوبايس اجرى "خصخصة اجرامية" ادت الى هدم الاقتصاد وسرقة امول الدولة والشعب. ويعتقد معلّقون روس ان هذا "التمهيد الموقعي" قد يكون مقدمة لإبعاد تشوبايس عن السلطة.