بغداد - أ ف ب - دعا نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز في تصريحات صحافية نشرت أمس الدول العربية لا سيما المجاورة للعراق الى خرق الحظر الدولي المفروض على هذا البلد والتعامل مع بغداد. وقال في حديث ليل الأحد مع المشاركين في المؤتمر الخامس للقوى الشعبية العربية الذي يعقد في بغداد، نشرت الصحف العراقية أمس اجزاء منه ان "الحصار الذي فرض على العراق هو من حيث الواقع قرار عربي قبل أن يكون قراراً دولياً صادراً عن مجلس الأمن، وينبغي كسره أيضاً من قبل الدول العربية". وزاد طارق عزيز ان "المطلوب الآن، الى جانب عدم الالتزام بتطبيق الحصار، هو ارغام أميركا على أن تصدر قراراً من المجلس برفع الحصار وهذا لن يحصل إلا إذا امتنعت غالبية الدول العربية ان لم يكن كلها، عن تنفيذ قرار الحصار، وكسر الحصار بإرادة عربية". وتابع ان "الشرعية الدولية التي يتحدث عنها الجميع هي شرعية اميركية فرضتها واشنطن من دون مشاركة من العرب"، مضيفاً ان حكومات عربية عندما تعلن تمسكها بالشرعية الدولية "تساعد أميركا في محاصرة العراق وليبيا والسودان وإن لم ترغب في ذلك".وطالب الدول العربية بالتوقف عن مطالبة العراق بتطبيق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن لأن "الذين يقولون ذلك سواء أرادوا أو لم يريدوا يقولون ضمناً ان العراق لا يطبق قرارات المجلس. المطلوب ان يقولوا لأميركا ان تطبق قرارات مجلس الأمن". وانتقد "كل من يمانع في عقد قمة عربية بحجة وجود خلافات عربية". ورأى طارق عزيز ان الولاياتالمتحدة "لم يعد في امكانها ان تخيف العراقيين بعد فشلها في أن تنال من أي من قادتهم على رغم القصف" في حرب الخليج. وشدد على أن العراق "وفى كل التزاماته في اطار قرار وقف النار وحان الوقت لرفع العقوبات". واستبعد أي تسوية بين اسرائيل والفلسطينيين في المستقبل المنظور، لأن الولاياتالمتحدة "المنحازة لاسرائيل هي الوسيط الأساسي ومن أغرب الأمور في الدنيا ان يكون الوسيط حليفاً لأحد طرفي النزاع". تظاهرة وجنازة جماعية الى ذلك، شهدت بغداد امس تظاهرة تضامناً مع الشعب العراقي، شارك فيها عرب احرقوا علماً اسرائيلياً أمام مبنى الأممالمتحدة ونددوا بسياسة الولاياتالمتحدة. وسار المتظاهرون وهم اعضاء في مؤتمر القوى الشعبية العربية مسافة كيلومتر وراء لافتة كبيرة كتب عليها "مؤتمر القوى الشعبية العربية يندد بجريمة استمرار الحصار". وندد عدد من المشاركين في التظاهرة بسياسة الادارة الاميركية ضد العراق وطالبوا الدول العربية بأن تبادر فوراً الى كسر الحظر. وكان المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من 500 شخصية من الاحزاب والمنظمات والنقابات والاتحادات في معظم الدول العربية بدأ أعماله السبت الماضي. ووصل المتظاهرون الى مقر برنامج التنمية التابع للامم المتحدة بعد دقائق على مرور موكب تشييع 52 طفلاً عراقياً توفوا نتيجة النقص في الأدوية والمعدات الطبية.