اديس ابابا، نيويورك، أسمرا - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - بدأ الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم اتصالات في أسمرا أمس بهدف ايجاد حل سلمي للنزاع الاثيوبي - الاريتري على مناطق حدودية، فيما حض أعضاء مجلس الامن البلدين الجارين على ممارسة اقصي درجات ضبط النفس في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الرامية إلى نزع فتيل الازمة بينهما. وعقد سالم اجتماعات مع الرئيس الاريتري اساياس افورقي وعدد من المسؤولين الاريتريين. وكان سالم اجرى اتصالات مع القادة الاثيوبيين شملت رئيس الوزراء ملس زيناوي. وعلى رغم تعدد المبادرات الدولية والاقليمية لمعالجة النزاع ونزع فتيل التوتر، شهدت الازمة التي دخلت اسبوعها الثالث مزيداً من التصعيد والاتهامات المتبادلة والحشد العسكري على الحدود. وبدا ان استعدادات تجري لحسم النزاع بالقوة. وتزامن وصول سالم الى أسمرا مع جولة يقوم بها الامين العام لمجموعة دول الساحل والصحراء محمد المدني ازهري . وشملت التحركات الدولية تدخل الولاياتالمتحدة وايطاليا وفرنسا وجيبوتي ورواندا. وأعرب سالم عن قلق منظمة الوحدة الافريقية ومقرها في اديس ابابا من تأزم الموقف بين البلدين وما يسببه ذلك من اثار سلبية على دول القارة. وأمس كرر افورقي اتهام اثيوبيا بأنها كانت البادئة بمهاجمة الاراضى الاريترية واعرب عن استعداد بلاده للحل السلمي للنزاع بشرط انسحاب الجانبين ونزع السلاح في المنطقة المتنازع عليها واخضاعها لاشراف طرف ثالث. في نيويورك، دعا أعضاء مجلس الامن اثيوبيا واريتريا ليل الخميس الى "ممارسة اقصي درجات ضبط النفس". وقال رئيس مجلس الأمن الحالي السفير الكيني في الاممالمتحدة نغوغونا ماهوغو للصحافيين بعد اطلاع الامانة العامة للأمم المتحدة اعضاء مجلس الامن على تطورات الوضع ان "الازمة بين هاتين الدولتين الشقيقتين فاجأت المجتمع الدولي. واضاف ان اعضاء المجلس "وصفوا الوضع بانه متفجر وطالبوا الدولتين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس في الوقت الذي تستمر فيه الجهود الرامية إلى نزع فتيل الازمة". واضاف ان المجلس يشجع بشدة جهود رئيس جيبوتي حسن غوليد وجهود الولاياتالمتحدة ورواندا لحل الازمة سلمياً. وكانت العلاقات بين اريتريا واثيوبيا ودية كما كانت الخلافات في شأن حدودهما سلمية إلى ان تحول النزاع إلى اعمال عنف في 6 أيار مايو الجاري مع اتهام كل دولة الاخري بغزوها. واعلنت اريتريا ان قواتها اشتبكت مع القوات الاثيوبية في معركة من اجل استعادة اراض قالت ان اثيوبيا اغتصبتها منذ ستة أشهر. ورفضت اثيوبيا مطالبة اريتريا بالسيادة على باديم وهي إحدى المراكز الرئيسية في مثلث صخري مساحته 400 كيلومتر مربع على طول الحدود الغربية. وفي اديس أبابا، أعرب نحو 200 عداء اثيوبي وعلى رأسهم بطل العالم وحامل الميديالية الذهبية في اولمبياد اتلانتا في سباق 10 آلاف متر هايلي جبريسيلاسي دعمهم لموقف بلادهم لحل خلافها الحدوي مع اريتريا بالطرق السلمية. وذكرت "وكالة الانباء الاثيوبية" أمس ان هؤلاء العدائين الذين تجمعوا في ملعب اديس أبابا لمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني "اقسموا اليمين على بذل كل ما في وسعهم للمحافظة على سلامة الاراضي الاثيوبية في حال لم تستجب اريتريا لنداءات الحكومة الاثيوبية السلمية". أما العاصمة الاريترية فشهدت تجمع قدامي المحاربين الاريتريين أول من أمس تمهيدا لنقلهم إلى المناطق الحدودية. وافاد شهود ان ثلاثة آلاف على الاقل من قدامي المحاربين من الرجال والنساء اصطفوا لركوب شاحنات وحافلات في ملعب المدينة وميدان الاول من أيلول.