شهدت باكستان امس اجراءات طوارئ انحصرت انعكاساتها على التعاملات المصرفية التي فرضت عليها قيوداً في مواجهة العقوبات الاميركية بعد التجارب النووية الخمس، ولم تنعكس حال الطوارئ التي أعلنها الرئيس الباكستاني محمد رفيق ترار صباحاً على اجواء الاحتفالات التي تواصلت في انحاء البلاد وشملت كشمير الحرة التابعة لباكستان. راجع ص7 و9 وتركز اهتمام المراقبين في الغرب على تحليل "الآثار المدمرة" للعقوبات على الاقتصاد الباكستاني الذي حرم من مساعدات وقروض اميركية ويابانية تقدر بملايين الدولارات، فيما نفى الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري صحة الاتهامات التي وجهتها باكستان الى الهند بان الاخيرة كانت تستعد لمهاجمتها. وقال:"دققنا في الاتهامات ولم نجد ادلة عليها. وانصبت الجهود في مجلس الأمن على الضغط على الطرفين للانضمام الى المعاهدات الدولية للحد من انتشار الاسلحة النووية وحظر التجارب من هذا النوع. ووافقت الصين على صدور بيان عن المجلس يعبر عن "القلق الدولي" ازاء التجارب التي اجراها البلدان ويحضهما على الامتناع عن اجراء المزيد. وجاء ذلك نتيجة اتصالات وضغوط من جانب المندوب الاميركي لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون. ولم يتمكن الخبراء الاستراتيجيون في الغرب من الاجابة بعد على تساؤلات حول طبيعة التفجيرات التي اجرتها باكستان. وعلمت "الحياة" من مصادر وثيقة الاطلاع ان التفجيرات لم تكن حرارية ولا هي اختبار للقنبلة الهيدروجينية وذلك لصعوبة اجراء هذا النوع من التفجيرات في ظل الحظر الاميركي المفروض منذ 1990 على تصدير الاسلحة الى باكستان، علماً ان الهند كانت قادرة على استيراد معدات اميركية واجهزة كومبيوتر متطورة جداً. وأوضحت المصادر نفسها التي فضلت عدم نشر اسمها ان التفجيرات الخمسة كانت من نوع "الاندماج المقوى" BOOSTED FUSION وبلغت قوتها 40 كيلوطن. واجريت التجارب الخمس في وقت واحد لتفادي اي ضربة تجهض استكمالها. كذلك اكدت المصادر صحة ما تردد صباحاً عن قيام باكستان باختبار صاروخ جديد. واضافت انه صاروخ أرض - أرض اطلقت عليه تسمية "شاهين" ويصل مداه الى 70 كلم. من جهة اخرى، أعلن وزير المال الباكستاني سرتاح عزيز اثر جلسة لمجلس الوزراء برئاسة نواز شريف عن جملة من الاجراءات تشمل فرض قيود على الحسابات المصرفية بالعملة الصعبة، ويمنع ذلك اصحاب الحسابات من سحب مدخراتهم وودائعهم بالعملة الاجنبية، وان كان بمقدورهم تحويلها الى الروبية بسعر خاص هو 46 روبية للدولار الواحد. وقدر الوزير الباكستاني مدخرات الباكستانيين بالعملة الصعبة في المصارف بنحو 6.9 بليون دولار، فيما وصلت مدخرات الاجانب الى بليوني دولار. على صعيد آخر، واصلت باكستان اتصالاتها بالدول الصديقة لإطلاعها على تطورات الموقف في ضوء التفجيرات الاخيرة. وفي هذا الصدد، تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رسالة من رئيس الوزراء الباكستاني قام بتسليمها السفير الباكستاني لدى السعودية خالد محمود. وذكرت وكالة الأنباء السعودية ان السفير الباكستاني نقل الى خادم الحرمين الشريفين تحيات وتقدير الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء شريف. وحضر الاستقبال في مكتب خادم الحرمين الشريفين في جدة، نائب رئيس الاستخبارات العامة الأمير سعود بن فهد بن عبدالعزيز ووزير الدولة وعضو مجلس الوزراء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز الخويطر ورئيس المكتب الخاص لخادم الحرمين الشريفين محمد السليمان. البيت الابيض حذر البيت الابيض الهندوباكستان أمس من "الانعكاسات السلبية" لتجاربهما النووية الاخيرة على العلاقات بينهما وبين الولاياتالمتحدة. وأكد الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري عدم وجود اي دليل يثبت الاتهامات الباكستانية للهند التي افادت ان الاخيرة كانت تستعد لمهاجمة المنشآت النووية الباكستانية. وقال الناطق باسم البيت الأبيض ان سفيري الولاياتالمتحدة في نيودلهي واسلام اباد نقلا اليهما "بلاغاً واضحاً بأن القيام بمزيد من التجارب وبجهود تسلح اخرى، من شأنه ان يؤدي الى تدهور الوضع وليس الى تحسينه". وأضاف: "ابلغنا البلدين أيضاً بالنتائج السلبية الكبيرة لأي تجارب جديدة على العلاقات الثنائية". لكنه لم يوضح طبيعة الاجراءات الديبلوماسية التي يمكن ان تتخذ في هذه الحال. وأوضح ان المسؤولين الاميركيين دققوا في الاتهامات الباكستانية المتعلقة بخطة هندية للهجوم على المنشآت النووية "ولم يعثروا على اي أساس لهذه المعلومات". وفي نيويورك، أعرب مجلس الأمن في بيان رئاسي رسمي عن "استيائه" الشديد ازاء التجارب النووية التي أجرتها باكستان "على الرغم من القلق الدولي العارم والدعوات الموجهة اليها من أجل التحلي بضبط النفس". وحض المجلس بشدة باكستانوالهند على "الامتناع عن اجراء أي تجارب أخرى". واعتبر التجارب التي اجرتها الهند ثم باكستان "تتعارض مع الوقف الفعلي المفروض على تجارب الأسلحة النووية ومع الجهود العالمية الهادفة الى الحد من الانتشار النووي ونزع السلاح النووي". وأعرب المجلس عن "قلقه ازاء اثار هذا التطور على السلام والاستقرار في المنطقة". وتبنى مجلس الأمن في بيانه في جلسة رسمية أمس بعد مفاوضات مكثفة حاولت الصين خلالها تفادي اصدار البيان. وجاءت الموافقة الصينية بعد 24 ساعة على بدء التحرك في المجلس لاصدار البيان الرئاسي الذي يتطلب الاجماع. وشدد السفير الأميركي بيل ريتشاردسون على أهمية صدور بيان رئاسي لأنه عبارة عن "رسالة قوية" من "الدول الرئيسية الدائمة العضوية في مجلس الأمن"، فحواها "ان ما يحدث في جنوب آسيا غير مقبول". ودعا الى "خفض التوتر وضبط النفس". وأكد المجلس على الأهمية القصوى لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب.