جاكارتا، بيرت استراليا - أ ف ب، رويتر - اعلن رئيس البرلمان الاندونيسي هارموكو أمس الخميس ان الانتخابات التي وعد الرئيس الجديد يوسف حبيبي بتنظيمها ستجرى في 1999. وأوضح ان مراجعة القوانين للسماح باجراء هذه الانتخابات يفترض ان تستغرق قرابة ستة اشهر، مضيفاً ان تقدير هذه المهلة تم بعد مشاورات اجراها حبيبي وعدد من وزرائه. وزاد ان مجلس النواب سيعقد دورة استثنائية نهاية السنة الجارية من اجل الغاء المراسيم التي تخطاها الزمن تمهيدا لاجراء الانتخابات الجديدة. ويعتبر مجلس الشعب الاستشاري، الذي يتألف من الف عضو بينهم 500 نائب في البرلمان الى جانب اعضاء معينين من المدنيين والجيش، اعلى سلطة لاتخاذ قرارات دستورية في اندونيسيا ويجتمع عادة مرة كل خمس سنوات. وعقد الاجتماع بين حبيبي وهارموكو ووزراء في مبنى البرلمان الذي احيط باجراءات امنية مكثفة. ونظم نحو 400 طالب تظاهرة خارج اسوار البرلمان للمطالبة بتنحي حبيبي وتشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات. ومنعت قوات الامن الطلاب من دخول البرلمان لكن لم يحدث توتر. ولكن راتنا سارومبايت، وهي شخصية اندونيسية معارضة، وجهت أمس نداء الى الشعب الاندونيسي لاطاحة الرئيس حبيبي من اجل اجراء انتخابات ديموقراطية في البلاد. ووجهت سارومبايت هذا النداء في اجتماع عام عقد في بيرت غرب استراليا وصفت خلاله حبيبي بانه "قنبلة موقوتة على وشك الانفجار". وكانت سارومبايت سجنت لمدة 70 يوماً في اندونيسيا بعدما ألقت كلمة في تظاهرة سلمية معادية للرئيس سوهارتو، وافرج عنها قبل ساعات من استقالة سوهارتو. وقالت ايضاً: "اذا كانت محاكمة الرئيس السابق سوهارتو على الجرائم التي ارتكبها اثناء حكمه واجبة، فمن الضروري اطاحة حبيبي" من اجل اقتراع ديموقراطي لانتخاب رئيس مستقل. واضافت: "نحتاج الآن الى شخص نزيه" لقيادة البلاد. في غضون ذلك أطلقت السلطات سجينين سياسيين آخرين من سجن سيبينانغ في جاكارتا هما الصحافي آندي سياهبوترا والناشط السياسي نوكو سليمان. والاثنان كانا دينا بتهمة اهانة الرئيس السابق سوهارتو، وسجن الاول في 1996 والثاني أوشك على اكمال مدة سجنه البالغة خمس سنوات. وما زال هناك نحو 20 سجيناً سياسياً في سيبينانغ ووعدت الحكومة الجديدة بدرس إمكان إطلاقهم على أساس كل قضية على حدة. ورفض سياهبوترا وسليمان توقيع مذكرتي إطلاقهما وأعلنا رفضهما لما اعتبراه عفواً حكومياً. وقالا في بيان مشترك ان "هذا العفو عبارة عن جهد ديبلوماسي دولي يمارسه حبيبي، ولا يمس مسألة حقوق الانسان". في تطور آخر وقعت مصادمات اول من امس، هي الأولى منذ استقالة الرئيس سوهارتو قبل اسبوع، في منطقة شمال اندونيسيا اسفرت عنها خسائر مادية جسيمة ولكن لم تقع ضحايا حسب المعلومات التي وردت الى جاكارتا امس. وذكرت صحيفة "واسبادا" ان المصادمات وقعت في تانغونغبلاي سومطرة، 180 كلم الى شمال ميدان بسبب احتجاجات على مسؤول محلي متهم بالفساد ومحاباة الاقارب.