جاكرتا - رويترز - بدأ كبير خبراء منطقة آسيا في صندوق النقد الدولي أمس الأربعاء محادثات وصفت بأنها "مهمة" مع وزراء اندونيسيين في شأن استئناف المساعدات لهذه الدولة المضطربة. في غضون ذلك تلقى الرئيس الاندونيسي الجديد يوسف حبيبي تأييداً من الولاياتالمتحدة لخطواته الأولى في اتجاه وقف تدهور الأزمة السياسية، فيما أعلن مسؤولون حكوميون عن المزيد من الاجراءات لوضع حد للمزايا التي يتمتع بها رجال الأعمال الموالون للرئيس السابق سوهارتو. وبدأ هوبرت نيس مدير منطقة آسيا والمحيط الهادي في الصندوق محادثاته مع وزير تنسيق الشؤون الاقتصادية جينانغار كارتاساسميتا، ثم اجتمع لاحقاً مع وزراء آخرين. وقال مسؤولون اندونيسيون انه سيجتمع أيضاً مع زعيمي المعارضة أمين رئيس وميغاواتي سوكر نوبوتري وشخصيات أخرى من منتقدي نظام سوهارتو اليوم الخميس. وهذه المرة الأولى التي يجتمع مسؤول رفيع المستوى من صندوق النقد مع شخصيات من المعارضة الاندونيسية. وكان الصندوق يقصر لقاءاته على المسؤولين الحكوميين طوال أشهر عدة من المفاوضات مع حكومة سوهارتو قبل وبعد الموافقة على برنامج انقاذ حجمه 41.2 بليون دولار العام الماضي. ولدى وصوله الى جاكرتا أول من أمس الثلثاء أدلى نيس بتصريحات جعلت من الواضح أنه ستكون هناك تغييرات في برنامج الانقاذ بسبب الضربات التي تلقاها الاقتصاد الاندونيسي المنهك من جراء الاسبوعين الأخيرين من العنف السياسي وحال عدم اليقين. ويتم تداول الروبية الاندونيسية حاليا عند مستوى 10500 ازاء الدولار الأميركي، ويقترب معدل التضخم من 50 في المئة. ويتوقع معظم الاقتصاديين ان يتقلص الاقتصاد بنسبة 10 في المئة السنة الجارية. وأشار نيس الى أنه يتعين على اندونيسيا السيطرة على التضخم خصوصاً ووقف انهيار القطاع المصرفي. وأضاف لاحقاً انه سيرفع الى المجلس التنفيذي لصندوق النقد في واشنطن الاثنين المقبل تقريراً عن زيارته التي تستمر أربعة أيام. وقال للصحافيين ان الصندوق سيحدد في ضوء هذا التقرير ما إذا كان سيستأنف تقديم شرائع من قرض لدعم ميزان المدفوعات قيمته عشرة بلايين دولار لاندونيسيا. وهذا القرض هو البند الرئيسي في برنامج انقاذ دولي لاندونيسيا حجمه 41.2 بليون دولار. وكان صندوق النقد أوقف تقديم شرائح قرضه المهم إثر الاضطرابات الأخيرة بعد استقالة سوهارتو. من جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء الاندونيسية الرسمية ان البنك المركزي سيقدم دعماً من السيولة الى "بنك سنترال اجيا" بي سي آي وهو أكبر المصارف الاندونيسية الخاصة، يصل الى حد 200 في المئة من احتياط رأس ماله. وكانت فروع البنك في سائر أنحاء البلاد شهدت أمس تدفق المودعين بعدما سرت شائعات ان البنك الذي يديره القطب المالي من أصل صيني لييم سيوي ليونغ واثنان من أولاد سوهارتو بات على وشك الافلاس.