نيويورك، جاكارتا - ا ف ب - طلبت ديوي سوكارنو ارملة اول رئيس لأندونيسيا من الرئيس الاميركي بيل كلينتون ان يوقف المساعدات التي تقدم الى نظام الرئيس سوهارتو والتي تبلغ 40 بليون دولار وذلك كي يستقيل. وقالت في رسالة مفتوحة نشرت اول من امس في نيويورك "ان الدعم المالي والسياسي الذي يقدم الى سوهارتو يجب ان يتوقف في الحال تشجيعاً لاجراء انتخابات حرة في اندونيسيا". وتوسلت الى الرئيس الاميركي "ان يدفع مساعدات انسانية الى الشعب الاندونيسي مباشرة". واوضحت ان الرئيس سوهارتو "يجب ان يستقيل ويجب طرد كل اقاربه من النظام السياسي". وأكدت ان الازمة الاقتصادية الاندونيسية تسببت فيها تحويلات يقوم بها الرئيس سوهارتو لمبالغ مختلسة من اموال المساعدات الاميركية الى حسابات خاصة. وأكدت ديوي سوكارنو تأييدها لزوجة ابنها ميغاواتي سوكارنوبوتري رئيسة الحزب الاندونيسي الديموقراطي. وينتخب مجلس الشعب وهو الهيئة الاشتراعية الاعلى، رئيس الجمهورية الاندونيسية كل خمس سنوات ويجتمع مرة واحدة وهو وحده المخول سلطة تعيين المرشحين لرئاسة الجمهورية. ويعين الرئيس بنفسه 575 عضوا من ألف عضو في هذا المجلس. ويضم المجلس الذي سيجتمع في آذارمارس المقبل كل افراد اسرة الرئيس سوهارتو تقريبا ابناء وبنات وزوجة ابنه... الخ. ويضم ايضاً كل اعضاء الحكومة وقيادة اركان الجيش والقادة العشرة للمناطق العسكرية في البلاد ولكنه لا يضم اي عضو يمكن اعتباره معارضاً. واكد حزب غولكار الحاكم عزمه على ترشيح الرئيس سوهارتو لمدة رئاسة سابعة. الى ذلك، صرح وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين امس بأن الرئيس الاندونيسي "مصمم على اعتماد موقف بناء" بهدف اعادة الثقة في الاقتصاد الاندونيسي. وكوهين هو ثاني مسؤول اميركي كبير بعد مساعد وزير الخزانة لورانس سامرز يجتمع بسوهارتو في غضون يومين. وقال كوهين بعد لقائه بسوهارتو ان الاخير "اكد التزامه باعادة الثقة" و"مصمم على معالجة الوضع بشكل بناء". واكد كوهين ايضا ان سوهارتو لفت الى ان "الوضع الاقتصادي في اندونيسيا سيؤثر على الدول الاخرى في المنطقة". وواجهت اندونيسيا الاسبوع الماضي تدهورا خطيراً في الازمة الاقتصادية بسبب تقديم مشروع موازنة لا يراعي التعهدات التي قطعتها جاكارتا لصندوق النقد الدولي للافادة من المساعدات الدولية. وكما فعل سامرز عشية ذلك، قال كوهين ان سوهارتو اكد له انه مصمم على اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ برنامج صندوق النقد الدولي. وانعكست هذه التصريحات بصورة ايجابية على الاسواق وبشكل واضح جداً على البورصة التي سجلت تقدما تجاوز ال 11 في المئة في يومين. وسجلت العملة الاندونيسية امس تحسناً مقابل الورقة الخضراء اذ تراوح سعر صرفها بين 500،7 و010،8 للدولار الواحد بعد ان تراجعت الاسبوع الماضي الى 00،11. ورداً على سؤال قال وزير الدفاع الاميركي انه لم يبحث مسألة مبيعات الاسلحة الى اندونيسيا لكنه تناقش مع الرئيس سوهارتو في سبل "اعادة بناء العلاقات بين الولاياتالمتحدةواندونيسيا في مجال الامن". يشار الى ان واشنطن هي المزود التقليدي بالعتاد العسكري للقوات المسلحة الاندونيسية التي تابع كل ضباطها الكبار تقريبا دورات تخصص في الولاياتالمتحدة. وكان سوهارتو عبر عن استيائه من الانتقادات الاميركية بشأن انتهاكات حقوق الانسان في اندونيسيا واعلن بنفسه العام الماضي الغاء شراء طائرات حربية من الولاياتالمتحدة. وبعد اسابيع من ذلك، اعلن الجيش الاندونيسي شراء طائرات "سوخوي" ومروحيات "مي" من روسيا. وكان الجيش الاندونيسي اعلن الاسبوع الماضي وقف هذه الصفقة التي تقدر قيمتها ب700 مليون دولار كما اعلن قراره تعليق كامل برامجه المتعلقة بالتجهيزات بسبب الازمة الاقتصادية.