أعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون رسمياً ان الرئيس بيل كلينتون قرر خفض عدد القوات الاميركية في الخليج رقماً يتراوح بين 18 و19 ألف جندي، اي الى العدد الذي كان قبل الأزمة الأخيرة مع العراق في شباط فبراير الماضي. وتوقع الناطق باسم الوزارة كينيث بيكن سحب معظم القوات الفائضة خلال 3 أسابيع علماً ان عدد القوات في الخليج الآن 36 - 37 ألف جندي. وشدد بيكن على ان الولاياتالمتحدة ستحتفظ بحاملة طائرات في الخليج وان حاملة أخرى في البحر المتوسط ستكون مستعدة للتحرك الى المنطقة في اسرع وقت اذا اقتضت الضرورة. وأوضح ان حاملة الطائرات "انديبندنس" والسفن المرافقة لها تغادر المنطقة الآن وهي عبرت مضيق هرمز، لكنها لا تزال في منطقة عمليات القيادة المركزية، في طريقها الى اليابان. وأضاف ان الحاملة "سثنيس" ستبقى في الخليج في المستقبل المنظور، وان 43 طائرة اميركية موجودة في البحرين ستغادر مطلع حزيران يونيو المقبل. وسيتم خفض القوات البرية الاميركية في الكويت من 6 آلاف الى حوالى 1200 جندي، مع إبقاء بطارية صواريخ وزيادة طائرات الهليكوبتر. وكشف الناطق ان اميركا ستضاعف عدد صواريخ "كروز" مع الاحتفاظ بالقدرة على زيادة عدد القوات بسرعة في حال زادت حدة التوتر. وذكر ان كلينتون اتخذ قراره الاسبوع الماضي، مشيراً الى ان ذلك لا يمس القدرات الاميركية أو حماية المصالح في المنطقة. وتابع ان حاملة الطائرات "ايزنهاور" ستتوجه الى البحر المتوسط وستبقى احتياطاً في حال الاضطرار للاستعانة بها. وشدد على عدم وجود تغيير في السياسة الاميركية لاحتواء العراق مؤكداً ان القوات الاميركية ستواصل مراقبة منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه ومراقبة الملاحة في الخليج، وتنفيذ مناورات في الكويت. وسئل بيكن عن أسباب خفض القوات وهل تضاءلت "التهديدات العراقية" وأسباب مضاعفة عدد صواريخ "كروز" من طراز "توماهوك"، فأجاب ان العراق يتجاوب حتى الآن مع الاممالمتحدة في عمليات التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، وأضاف ان مضاعفة عدد الصواريخ هدفها الرد بسرعة على أي تهديد. وكرر ان الولاياتالمتحدة اظهرت في الماضي استعدادها لاستخدام القوة اذا اقتضت الضرورة لاحتواء العراق "سواء هاجم قواتنا أو جيرانه أو عاود بناء ترسانة أسلحة الدمار الشامل". وزاد ان السؤال هو هل تتقيد بغداد بقرارات مجلس الأمن لإزالة برامج أسلحة الدمار الشامل. ولاحظ ان القوات العراقية "كانت هائة نسبياً في الفترة الأخيرة". تهريب النفط ونسبت وكالة "فرانس برس" الى بيكن قوله ان تهريب النفط العراقي عبر المياه الاقليمية الايرانية يتراوح بين 30 و40 في المئة عما كان في السابق. وذكر ان هذا التهريب الذي ينتهك الحظر الدولي على العراق تدنى في شكل ملحوظ في شباط وآذار مارس الماضيين ليبلغ عشرة في المئة عما كان في كانون الأول ديسمبر وكانون الثاني يناير الماضيين. واكد ان البحرية الاميركية نفذت أخيراً عمليات لتفتيش سفن موضحاً ان ايران اصبحت أكثر تحفظاً عن المهربين العراقيين الذين يستخدمون مياهها الاقليمية لتهريب نفط. واشار الى ان "الايرانيين تساهلوا قليلاً الى حد ما، لكنني اعتقد ان التهريب ما زال أقل اهمية عما كان في ذروته".