يتوقع محللون ان ترفع اسعار الوقود المتدنية حالياً في الولاياتالمتحدة موسم السفر الصيفي بالسيارات الى مستويات قياسية. وبحسب "جمعية السيارات الاميركية" اي اي اي بلغ معدل سعر الغالون الواحد من البنزين العادي الخالي من الرصاص الاسبوع الماضي، 1.1 دولار، متراجعاً 13 في المئة عما كان عليه قبل عام. ويتوقع المحللون ان يحافظ السعر على مستوياته الحالية طوال فصل الصيف، الذي يعتبر تقليدياً فصل الاجازات في الولاياتالمتحدة، على رغم ان بعض التقديرات يشير الى ان استهلاك البنزين في السوق الاميركية الضخمة قد يرتفع نحو ثلاثة في المئة السنة الجارية. كما توقعت وزارة الطاقة الاميركية ارتفاع استهلاك البنزين 2.9 في المئة السنة الجارية الى 8.24 مليون برميل يومياً. وأشارت في تقرير اصدرته الشهر الجاري، الى ان الارتفاع في الاستهلاك سيتواصل حتى سنة 1999 عندما يرتفع الطلب على البنزين ستة في المئة عما كان عليه عام 1997. ونظراً الى ان البنزين يشكل 40 في المئة من الاستهلاك الاميركي من النفط، يتوقع ارتفاع الطلب الاميركي على النفط من 18.6 مليون برميل يومياً عام 1997 الى 19.4 مليون سنة 1999. ويشير قسم المعلومات الخاصة بالطاقة في وزارة الطاقة الاميركية الى ان صافي ما تستورده الولاياتالمتحدة من خام ومنتجات قد يرتفع 7.5 في المئة بين 1997 و1999، خصوصاً مع ثبات الانتاج الاميركي المحلي. وتقول "شركة جون اس. هيرولد"، الناشطة في مجال الاستشارات في قطاع النفط، ان المستهلكين الاميركيين سيكسبون نحو 50 بليون دولار السنة الجارية اذا بقيت الاسعار على مستواها الحالي. ويلفت آرثر سميث، رئيس شركة ستانفورد في ولاية كونيتيكت، الى ان مالكي السيارات الاميركيين سيدفعون خمسة سنتات لقاء ما يستهلكونه من بنزين في كل ميل يقطعونه من الطرقات السنة الجارية، ما يشكل رقماً متدنياً قياسياً. ويقدر ان تكلف قيادة سيارة من أقصى شرق الولاياتالمتحدة الى أقصى غربها 150 دولاراً فقط، بسبب تدني اسعار الوقود والتحسينات التي ادخلت على فعالية استهلاك السيارات للبنزين. وكانت شركة سميث اجرت دراسة لاسعار التجزئة في السوق الاميركية اظهرت ان سعر البنزين اقل من اسعار منتجات عدة أخرى يستهلكها الاميركيون بأشواط كبيرة. ففيما تصل كلفة برميل البنزين الى 45.36 دولار، يكلف برميل الكوكاكولا 78.73 دولار وبرميل الحليب 126 دولاراً، وبرميل مياه "بيرييه" الفرنسية المعدنية 328.67 دولار، وبرميل المياه المعبأة في الولاياتالمتحدة 94 دولاراً. وتقول "مؤسسة البترول الاميركية" ان صناعة النفط الاميركية أنزلت الى الأسواق 8.3 مليون برميل من البنزين يومياً في نيسان ابريل الماي بزيادة نسبتها 2.4 في المئة على ما باعت في نيسان 97، الذي اتسم ايضاً بضخامة حجم الاستهلاك. وبلغت واردات الولاياتالمتحدة من النفط 9.793 مليون برميل يومياً في آذار مارس الماضي بعدما كانت 9.712 مليون برميل يومياً في آذار 1997. لكن ارتفاع الواردات الاميركية لا يعني ارتفاعاً في فاتورة الولاياتالمتحدة. اذ اعلنت وزارة التجارة الاسبوع الماضي ان عجز الولاياتالمتحدة الاجمالي مع دول منظمة "اوبك" كان 530 مليون دولار في آذار الماضي مقارنة مع 1.27 بليون دولار في الشهر نفسه من العام الماضي، ما يعني تراجعاً قيمته 740 مليون دولار. وساهم تراجع ثمن النفط المستورد بنسبة ستة في المئة في تعويض زيادة الانفاق الاميركي على الواردات غير النفطية التي ارتفعت نحو 5.2 في المئة. وعلى رغم ان تراجع اسعار الطاقة يخفف من القلق الناجم عن الازمة الآسيوية، يخشى الاميركيون مما يخبئه المستقبل. اذ خصصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي افتتاحيتها الرئيسية لمعالجة مسألة تدني اسعار النفط، أشارت فيها الى ان الولاياتالمتحدة تكسب كثيراً من تدني اسعار النفط الذي يساهم في اخفاء العجز التجاري الاميركي. لكنها حذّرت من "ان المكاسب الاقتصادية قد تتبخّر وتزول اذا تحسنت اسعار النفط في وقت لاحق السنة الجارية، في حال صدقت تكهنات العاملين في القطاع النفطي.