ارتفعت الواردات النفطية في الولاياتالمتحدة عام 1997 بنسبة 4،4 في المئة إلى 9،9 مليون برميل يومياً عام 1997 بعد النمو الاقتصادي القوي فيها واستمرار تراجع الانتاج النفطي الأميركي. وأشارت احصاءات "مؤسسة البترول الأميركية" الخميس الماضي إلى أن النمو الاقتصادي الأميركي العام الماضي سبّب ارتفاع الطلب على النفط بنسبة 7،1 في المئة إلى 2،19 مليون برميل يومياً. وكاد الطلب أن يرتفع بصورة أكبر لولا أن الشتاء الماضي كان معتدلاً ولم تتمكن شركات النفط الأميركية من تلبية الزيادة في الطلب، لأن انتاج الخام الأميركي تراجع بنسبة 4،1 في المئة إلى 4،6 مليون برميل يومياً. وكان متوسط الواردات الأميركية من النفط الخام ومشتقاته 9،9 مليون برميل يومياً على مدار العام الماضي كله. وازداد اعتماد الولاياتالمتحدة على الواردات التي ارتفعت نسبتها إلى 1،53 في المئة من الاستهلاك بعدما كان 8،51 في المئة عام 1996. وكما حدث عام 1996 حدث العام الماضي، بمعنى أن دول نصف الكرة الغربي، خصوصاً المكسيك وفنزويلا وكندا كانت المصدر الرئيسي للنفط المستورد، وصدّرت هذه الدول 54 في المئة من النفط الخام الذي استوردته الولاياتالمتحدة و60 في المئة من مشتقات النفط المستوردة. وبقيت الدول العربية المصدرة للنفط، وفي طليعتها السعودية، أكبر مصدر للنفط إلى السوق الأميركية وزودتها بنحو خُمس حاجتها إلى النفط. وصدرت الكويت والجزائر أيضاً كميات لا يستهان بها من النفط الخام إلى السوق الأميركية. ولفت ادوارد مورفي، مدير قسم الاحصاء في "مؤسسة البترول الأميركية" إلى أن نمو الاقتصاد الأميركي 7،3 في المئة العام الماضي سبب ازدياداً كبيراً في استهلاك مختلف أنواع الطاقة. وكان أكبر ارتفاع في استخدام النفط في المنتجات المرتبطة أكثر من غيرها مباشرة بالانتاج الاقتصادي مثل الديزل الخاص بالشاحنات التجارية والبتروكيماويات والنقل الجوي والمائي. وسبب ارتفاع كبير في الدخل، الذي بوسع الأميركي ان يتصرف به، زيادة كبيرة في مبيعات السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من البنزين كالسيارات الرياضية والشاحنات الصغيرة والخفيفة، مما ساهم في ابقاء البنزين أكبر مجالاً لاستهلاك النفط، إذ أن الأميركيين يستهلكون برميلاً واحداً من البنزين في مقابل برميلين من مشتقات نفطية أخرى. وأشار مورفي أيضاً إلى أن وضع انتاج النفط في الولاياتالمتحدة نفسها بعث على الارتياح، إذ أن الولايات الثمانية والأربعين ذات الانتاج الأدنى زادت انتاجها عام 1997 للمرة الأولى منذ ستة أعوام لأسباب أهمها الاستخدام الناجح لتكنولوجيا جديدة تنفع في استخراج النفط من أمكنة عميقة المياه في خليج المكسيك، وانهاء العمل في أعداد كبيرة من الآبار. الانتاج سنة 98 وفي تكهن نشر في وقت سابق، قالت وزارة الطاقة الأميركية ان انتاج الولاياتالمتحدة من النفط الخام سيرتفع قليلاً سنة 1998 للمرة الأولى منذ 1991 لأسباب أهمها الحقول الفيديرالية الجديدة قبالة الشاطئ في خليج المكسيك. لكن هذه الزيادة في الانتاج لن تتجاوز 16 ألف برميل يومياً ما سيجعل الانتاج الأميركي اليومي 42،6 مليون برميل في اليوم. ويتكهن آخر تقرير ربعي تصوره "وكالة معلومات الطاقة" تحت عنوان "مستقبل الطاقة المنظور" بتراجع طفيف في واردات الولاياتالمتحدة من النفط إلى 89،7 مليون برميل يومياً سنة 1998 الجارية، ما يشكل أول تراجع من نوعه منذ 1991. لكن وكالة معلومات الطاقة قالت أيضاً إن من المحتمل كثيراً أن يستأنف انتاج النفط الأميركي تراجعه سنة 1999 وستعاود المستوردات الارتفاع. وتوقعت الوكالة أن تبلغ الواردات 15،8 مليون برميل يومياً سنة 1999. ويُذكر ان العام الماضي شهد تبدلاً درامياً في اتجاه أسعار النفط وتراجع متوسط الأسعار بنحو خمسة في المئة عام 1997 بعدما كان ازداد 5،10 في المئة عام 1995 و2،20 في المئة عام 1996.