لشبونة - رويترز - عندما ينتهي الزوار من التجول في معرض لشبونة الدولي "اكسبو 98" ويتنزهون خارج المدينة، سيجدونها عامرة بكنوز تاريخية تنفرد بها إحدى أقدم عواصمجنوب أوروبا، وفي الوقت نفسه يشاهدون صروحاً حديثة لمدينة تنمو سريعاً. ويتوقع أن يزور نحو 4 ملايين شخص "اكسبو 98" الذي افتتح قبل ثلاثة أيام على ضفاف نهر التاجة ويستمر حتى 30 أيلول سبتمبر المقبل. ويشار إلى أن "أكسبو 98" المعرض الأخير من نوعه في القرن العشرين، وهو معرض ضخم شعاره محيطات العالم ويناسب عاصمة البرتغال التي أنجبت فاسكو دي غاما أحد أعظم الملاحين في العصور الوسطى. وقال وزير الدولة للسياحة فيتور نيتو لوكالة "رويترز" إن البرتغال تريد ان تستغل "اكسبو 98" لكي يشاهد الزوار الأجانب تراث لشبونة الثقافي الثري وأحياءها التاريخية. وأضاف: "اننا نريد ابراز لشبونة لزوار المعرض واعطاء صورة عن بلادنا التي تعمل على تحديث نفسها وتنفتح على بقية العالم". ويمكن للزوار التجول في ممرات ضيقة في حي ألفاما العربي القديم وقلعة سانت جورج، وتناول قهوة قوية في فنجان بيكا بيشة في مقهى قديم على الرصيف. كما يمكنهم مشاهدة بيوت قديمة في وسط المدينة تزينها قوالب من الخزف الازرق، وركوب ترام قطار كهربائي لشبونة الأصفر التقليدي كوسيلة مريحة للصعود إلى التلال شديدة الانحدار في المدينة القديمة والهبوط منها. ثم ان رحلة في مترو الانفاق تكشف عن اصالة فنانين برتغاليين مشاهير كلفتهم بلدية لشبونة تزيين المحطات برسومات مميزة. ويستطيع الزوار أيضاً اختيار متاحف متنوعة لمشاهدة معروضاتها مثل متحف الفن القديم في حي لابا الديبلوماسي الذي يتميز بمناظر خلابة على نهر التاجة ومتحف الفنون الآسيوية الذي يسلط الاضواء على ماضي البرتغال الاستعماري. ويقدم متحف غولنيكيان قرب وسط المدينة مجموعة خاصة من اللوحات الأوروبية والسجاد الشرقي والخزف والاثاث والمجوهرات. ويضم متحف المركبات في بيليم مجموعة نادرة من العربات التي تجرها الخيول وترجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. كما يزخر مركز بيليم الثقافي بموسم مزدحم من الاوبرات والحفلات الموسيقية والعروض الراقصة. ولدى التوقف في بيليم، يمكن للسائح تناول كعكة الآيس كريم وفطائر يقدمها متجر قديم مزين بالخزف الازرق منذ 100 عام، والاستمتاع برؤية القصر الجمهوري الأحمر اللون ودير خيرنيموس الذي يعود إلى القرن السادس عشر. وزيارة قصيرة إلى متحف أيودا الرابض على سفح تل في بيليم يتيح فرصة التعرف على اسلوب حياة العائلات الملكية البرتغالية قبل الاستقلال في عام 1910. وفي المساء يمكن للزوار تمضية السهرة في ملاهي ليلية ويرقصون على ايقاع موسيقى من مستعمرات البرتغال السابقة مثل أنغولا وموزامبيق وجزر الرأس الاخضر وساو تومي وبرنسيب. وبعد لشبونة يمكن القيام برحلة ممتعة عبر مناظر خلابة بالقطار أو الباصات بمحاذاة التاجة حتى يصب في المحيط الاطلسي. ويذكر ان أعداداً كبيرة من زوار "اكسبو 98" ستأتي من اسبانيا بطريق البر عبر جسر فاسكو دي غاما الذي شيدته البرتغال حديثاً.