يقدم معرض «مغامرو البحار، من سندباد إلى ماركو بولو» الذي يفتتح الثلثاء المقبل في معهد العالم العربي في باريس، حكايات بحرية متشعبة تمتد لقرون، من العصور الإسلامية الأولى إلى مطلع القرن ال 17. ويروي المعرض قصص تلك الرحلات البحرية من خلال صور ووثائق وقطع أثرية مستخدمة في الملاحة البحرية، فضلاً عن تقنيات بصرية تضفي جواً يحاول استعادة تلك المغامرات البحرية كما حفظتها الأدبيات القديمة وصاغتها. ويُنظم المعرض بالتعاون مع متحف حضارات أوروبا والبحر الابيض المتوسط في مرسيليا، ويستمر حتى 26 شباط (فبراير) المقبل، على أن ينتقل إلى مرسيليا في حزيران (يونيو). ويتبع المعرض مساراً تاريخياً متسلسلاً، فيقدم طريقة انتقال العرب من ضفاف المتوسط وصولاً إلى أطراف المحيط الهندي، في رحلات تجارية اكتشفت ذهب أفريقيا وفضة الغرب والقطع النقدية اليونانية والماس في الهند. ويشرح المعرض كيفية نقل الصناعات والأدوات الزجاجية من الأسكندرية والبندقية إلى مناطق نائية من العالم والعودة بالحرير والتوابل والخزف من الصينوالهند. وسيُعرض في باحة المعهد الفسيحة سفينة شراعية استقدمت في سلطنة عمان، طول شراعها 31 متراً. وستُعرض كتب ومخطوطات قديمة منها ما يصور تصميماً لسفينة نوح ويروي قصة النبي يونس، وكتاب «جامع التواريخ» للمؤرخ الفارسي رشيد الدين الهمذاني الذي عاش بين القرنين ال 13 و ال 14 ومنمنات ولوحات تصور وحوشاً بحرية من كتاب «عجائب المخلوقات» لزكريا القزويني الذي عاش في القرن ال 13 الميلادي، ولوحات فنية لاتينية تصور مغامرات البحر. ويروي المعرض أيضا، مغامرات سندباد البحري المقتبسة من كتاب «ألف ليلة وليلة»، مصوراً أهوال البحر وحيوانات وطيوراً خيالية مثل طائر الرخ. ومن بين القطع الأثرية المعروضة، تعويذات عربية أو لاتينية تعكس الأيمان الذي كان يعتمد عليه البحارة القدامى في رحلاتهم المحفوفة بالمخاطر. ويورد المعرض شهادة الجغرافي الأندلسي ابن جبير الذي عاش في القرن ال 12 عن غرق سفينة في عاصفة، وخرائط للملاح أحمد بن ماجد الذي عاش في القرن ال 15، وتتوزع في جوانب المعرض أعداد من أدوات الملاحة، فضلاً عن مجسمات ونماذج تعكس تطور بناء السفن وطرق عمل البحارة. أما مغامرات ابن بطوطة الذي عاش في القرن ال 14، حين كان العرب يسيطرون على خطوط الملاحة من الخليج الى الصين، فيرويها شريط من خيال الظل. وفي جزء آخر من المعرض يصبح ماركو بولو التاجر الايطالي الذائع الصيت، الذي عايش ابن بطوطة، دليلاً لزوار المعرض، وفي الجزء الأخير حكايات عن مغامرات الرحالة والديبلوماسي الصيني المسلم تشنغ خه المعروف باسم حجي محمود شمس والذي عاش بين القرنين ال 14 وال 15، ومغامرات البرتغالي فاسكو دي غاما.