أكدت النتائج شبه الرسمية للانتخابات البلدية والاختيارية، في مرحلتها الأولى في محافظة جبل لبنان، فوز "حزب الله" في الضاحية الجنوبية ولائحة رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون في دير القمر في الشوف ولائحة تحالف النائب رشيد الخازن ووزير الخارجية فارس بويز ضد لائحة تحالف النواب منصور البون والياس الخازن وكميل زيادة في جونية، فيما سرت تكهنات ان هذه النتائج قد تفرض نفسها في انتخابات بيروت والجنوب بعد أسبوعين، علماً أن الأحد المقبل يشهد الانتخابات في الشمال. وأذاع نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ليل امس النتائج النهائية لعمليات الاقتراع التي كانت أجريت اول من امس الاحد، فيما أشارت النتائج التي كانت بدأت تظهر منذ فجر امس بفعل عمليات فرز الصناديق، إلى تمكّن قوى المعارضة السياسية، خصوصاً المسيحية، التي شاركت في الانتخابات خلافاً لمقاطعتها الاستحقاق النيابي عامي 92 و96، من الفوز في عدد من القرى، أو اختراق بعض اللوائح في غيرها، في كسروان وجبيل والمتنين الجنوبي والشمالي. وتمكن تحالف الوزير المر مع عدد من القوى السياسية المحلية أو الحزبية مثل القوميين السوريين أو بعض الكتائب، من ان يحصد الغلبة في الكثير من قرى المتن الشمالي، في وجه لوائح المعارضة التي كان بعض مرشحيها توزّعوا احياناً على لوائح موالية ايضاً بحكم الارتباطات العائلية. إلا أن القوة الرئيسية التي استطاعت تأمين حضور في هذه الانتخابات من تيار المعارضة هي حزب الوطنيين الاحرار في مقابل عدم نجاح حلفائه الآخرين في البروز، ثم حزب الكتائب أمّن بعض الحضور في بعض المناطق. وتوزّع تيار "المستقبل" الذي يدعمه رئيس الحكومة رفيق الحريري مع "الجماعة الاسلامية" الكثير من مقاعد القرى والبلدات في منطقة اقليم الخروب، فيما تراجع مرشحو الحزب التقدمي الاشتراكي بنتيجة فرز الاصوات، بعد سقوط تحالفه مع تيار "المستقبل". واستطاع تعاون وزير شؤون المهجرين وليد جنبلاط مع وزير المغتربين طلال ارسلان على رغم التشطيب بين مناصريهما، تأمين فوز اللائحتين الائتلافيتين في موقعين أساسيين هما عاليه وبعقلين، على رغم سقوط التعاون بفعل التشطيب في عدد قليل من القرى الجردية في الجبل وفي بلدة الشويفات الساحلية وتمكن انصار الوزير بويز بالتحالف مع رشيد الخازن من تأمين نجاح اللوائح المدعومة منهما في عدد من قرى قضاء كسروان، وتفرض بعض النتائج نفسها على المرحلة الثالثة الثانية الاحد المقبل في الشمال التي تشمل بيروت والجنوب، حيث ل "حزب الله" بعد المواجهة التي أجريت بينه وبين الحريري عبر حليفه وزير الاعلام باسم السبع، ثقل انتخابي في العاصمة، كذلك في الجنوب. وكان لحصول الانتخابات في اجواء هادئة أمنياً، تولاها الجيش وقوى الأمن الداخلي، وللمشاركة الكثيفة وقع ايجابي على الصعيدين السياسي والاعلامي. واعتبر رئيس الجمهورية الياس الهراوي ان حصول الانتخابات من الانجازات المهمة التي تحققت بعد غياب طويل منذ 1963، مشيراً إلى أن اصراره عليها كان في محله. ورأى الحريري ان الحكومة "انتصرت في الانتخابات البلدية وان انتصارها يعود الى اجرائها". وقال ل "الحياة" إن "هذا الانتصار يكمن، الى جانب اجرائها، في ان المرحلة الاولى منها حصلت من دون أي ارباك أمني وهذا يعود الى دور القوى الامنية اللبنانية، خصوصاً الجيش اللبناني إذ ثبت للجميع ان السلطة وقفت على الحياد وان اللبنانيين مارسوا حقّهم الانتخابي في حرّية تامة وفي اجواء بعيدة عن كل اشكال الضغط". وكشف انه تلقى امس اتصالات من سفراء عرب وأجانب لتهنئته "باجراء الانتخابات التي لم تشبها شائبة ولم تحصل فيها صفعة، وان السفراء شهدوا على حياد الحكومة في العملية الانتخابية".