تتجاوز التفاهمات السياسية في لبنان التي تجرى لدفع مرشحين الى العدول عن خوض المعركة الانتخابية في وجه منافسين على لوائح تتم بلورتها في دوائر انتخابية، ما هو معلن رسمياً في وزارة الداخلية، بحيث يبقى الانسحاب من المعركة الانتخابية شفوياً بعد إقفال باب سحب الترشيحات الشهر الماضي، فيظل الاسم مدرجاً كمرشح رسمي للانتخابات. ويجري الحديث عن فوز المرشح هاني قبيسي (أمل) عن المقعد الشيعي في دائرة بيروت الثانية بالتزكية بعدما أعلن المرشح عباس ياغي انسحابه من المنافسة أول من أمس. وفيما عدا ذلك فان لا جديد على مستوى ولادة اللوائح الانتخابية، باستثناء مواقف متبادلة بين المتنافسين من قوى 8 و14 آذار على المشاركة في الحكم والتزام اتفاق الطائف وموضوع المثالثة. المثالثة والطائف ورد أمس، النائب عمار الحوري على «نظرية المثالثة التي أطلقها فريق 8 آذار ومارسها فعلاً»، قائلاً انه «بعدما افتضحت أهدافها المهددة للكيان ولصيغة العيش المشترك واتفاق الطائف والدستور والسلم الأهلي، يحاول اليوم الفريق إياه التملص منها نظرياً، من دون التراجع عن القناعة بها مدعياً البراءة منها براءة الذئب من دم الحمل». وأورد في بيان انه «حين استقال وزراء أحد المذاهب خريف 2006 من الحكومة رفضاً للمحكمة والعدالة والحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، زعم فريق 8 آذار ان الحكومة أصبحت غير شرعية، متذرعاً بالفقرة (ي) ومفسراً إياها بالمثالثة ضمن المناصفة، ومدافعاً عنها باستماتة غير مسبوقة، ومحاولاً تكريسها خلافاً للطائف والدستور، وقدمت الأدبيات السياسية لفريق 8 آذار أطروحات في هذا المجال، وصيف عام 2007 وقبل مؤتمر سان كلو بأربع وعشرين ساعة أبلغ مسؤول في الخارجية الايرانية من يعنيهم الأمر بأنه مقابل الموافقة على نقاش سلاح «حزب الله» لا بد من أخذ ضمانات لأحد المذاهب تتمثل بتكريس المثالثة في اتفاق جديد يلغي اتفاق الطائف». وقال ان «أحد أهداف 7 أيار 2008 كان جر البلد الى حرب مذهبية تنتهي باتفاق بديل من الطائف يكرس المثالثة، ويأتي اليوم من يحاول تجميل نظرية المثالثة بعنوان «الجمهورية الثالثة» ولكن ماذا ينفع التجميل أمام بشاعة المشهد»؟ ولفت رئيس حزب الكتائب أمين الجميل في مداخلة تلفزيونية الى «انّ كلمة المثالثة من أدبيات المعارضة. ونعتبر انّ ما يطبّق على الأرض أسوأ من المثالثة». ورجّح ان تبتّ اللوائح الانتخابية نهائياً قبل نهاية الأسبوع. وسأل: «هل المطلوب منا ان نخجل بشهدائنا وهل هذا ما يريده العماد ميشال عون»؟ وأكد «ان مشروع الكتائب هو حزام الأمان للمستقبل وهو مشروع قيام دولة قوية وعادلة لا تسمح لأحد ان يكون فوق مشروعها». وأكد عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية أيوب حميد، خلال لقاء سياسي نظمته حركة «أمل» ان الانتخابات المقبلة «يجب ان تشكل نقلة نوعية في حياتنا السياسية والوطنية». ولفت الى «ان الكثير من المفردات التي نسمعها في الخطاب السياسي بعيدة كل البعد عن تقديم البرامج الواضحة التي تطمئن المواطن». وسأل: «لماذا الحديث عن استهداف الطائف أو عن بطولات في الدفاع عنه وحمايته ومن كان يهدد هذا الاتفاق إذا كان تعيين موظف فئة أولى يحتاج الى ثلثي مجلس الوزراء فكيف بتغيير الطائف؟»، معتبراً «ان البعض يخترع الأوهام ثم يوحي بأنه انتصر عليها»، وحذر من «نيات العدو الإسرائيلي ومخططاته التي تمثل تهديداً يومياً للبنان». جنبلاط يدعو الى الهدوء ونقل النائب علاء الدين ترو الى مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو لدى زيارته بتكليف من النائب وليد جنبلاط تمنيات الاخير ب«ان تكون الانتخابات النيابية هادئة ويعبر كل فرد عن رأيه بحرية وديموقراطية من اجل ان تربح قوى 14 آذار هذه المعركة»، مشيراً الى انه «بعد الانتخابات سيتم إجراء قراءة جديدة للمتغيرات السياسية وتشكيل حكومة جديدة». وقال ترو: «ان المعركة في الشوف ستكون ديموقراطية من حيث حرية التنقل للمرشحين وحرية الاختيار للناخبين»، لافتاً الى «ان هذا ما يريده وليد جنبلاط لهذه المعركة». وأكد المفتي الجوزو «العمل كي يفوز لبنان في الانتخابات لا سورية ولا إيران». لائحة كسروان خلال 48 ساعة وكان رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات اللبنانية» سمير جعجع التقى المرشح عن المقعد الماروني في دائرة كسروان سجعان القزي (حزب الكتائب)، الذي قال انه كان يتمنى إعلان الانتهاء من تشكيل لائحة كسروان، «ولكن هذا الأمر لا يزال يحتاج الى لمسات معينة، ولا سيما التي جرت اليوم وهي إيجابية، خصوصاً أن لا أحد يضع فيتو على الأشخاص بل على مواقفهم، وحين يلتزم المستقلون أو الحزبيون أو المناطقيون بالمواقف المسيحية واللبنانية فلا داعي لأن نكون ضد انضمام أي مرشح من كسروان إلينا». ولفت القزي في مداخلة تلفزيونية الى أن اللائحة ستبصر النور في خلال 48 ساعة، وكشف عن «صيغة لائحة مبدئية تضم إليه كارلوس اده، فريد هيكل الخازن، فارس بويز ومنصور غانم البون، ومن الممكن إجراء تعديل في الأسماء ولكن من دون الاستمرار في التعطيل في غياب أسباب وجيهة». مرشحو 14 آذار في عاليه وزار مرشحو «لائحة 14 آذار» في عاليه النواب: هنري حلو، فؤاد السعد وأكرم شهيب والمرشح فادي الهبر البطريرك الماروني نصر الله صفير، وقال شهيب بعد اللقاء: «نحن هنا لنؤكد على وحدة 14 اذار في عاليه وكل لبنان، وبالتالي للتأكيد على أننا إذا ما وصلنا الى المجلس، إن شاء الله ستكون مسيرة 14 اذار من اجل العبور الى الدولة». وحول اتفاق الطائف مقارنة باتفاق الدوحة «الذي كان بالنسبة الى قوى 14 اذار اتفاقاً مرحلياً» دعا شهيب الى «انتظار 7 حزيران لنخرج من شرنقة الدوحة الى اتفاق الطائف الرحب الذي هو اساس هذا الوطن». والتقى أعضاء اللائحة متروبوليت بيروت وتوابعها لطائفة الروم الارثوذكس المطران الياس عودة. كما زار أعضاء اللائحة ايضاً رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، واكد حلو الوقوف «الى جانب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من أجل بناء دولة قوية ومن أجل استكمال بناء مؤسساتها». اللائحة المستقلة في جبيل وشرح المرشح عن المقعد الماروني في دائرة جبيل ناظم الخوري خلال جولة في قضاء جبيل «ظروف تحالفه الانتخابي الذي ارتكز الى تشكيل لائحة مستقلة تقدم نهجاً وطنياً جديداً في العمل السياسي». وعن التحالف مع اميل نوفل بعد الخلافات السابقة، أكد «ان صفحة الماضي طويت»، وشدد على ضرورة الالتزام باللائحة، محذراً من «المزايدة في تبني خطاب القسم الذي يفترض ان تلتزم به جميع القوى السياسية»، مشيراً الى «ان الكتلة المستقلة تهدف الى تأمين ذراع تشريعية وسياسية لتنفيذ خطاب القسم». «الشيوعي» وحرية الاختيار جنوباً ودعت قيادة «الحزب الشيوعي اللبناني» في الجنوب في بيان «إلى حرية العمل السياسي والانتخابي، والى عدم التعرض لأي نشاط سياسي مهما كانت خلفياته ومنطلقاته، لأن أهل الجنوب قادرون على تحديد خياراتهم من دون ترغيب أو ترهيب». وتوجه الى الجنوبيين، داعياً إياهم «إلى الاقتراع لمصلحة خيار التحرير والتغيير، الذي يمثله مرشحه عن دائرة مرجعيون- حاصبيا سعد الله مزرعاني، لأن حماية هذا الخيار باتت تتطلب تغييراً في النظام الطائفي الذي كان السبب في مآسي هذا الوطن وويلاته». التحالفات شمالاً وبحث الأمين العام ل«الجماعة الإسلامية» الشيخ فيصل مولوي مع الوزير السابق جان عبيد الاستحقاق الانتخابي، وأعلن عبيد انه «مرشح مستقل، لكن هذا لا يلغي التعاون مع قوى وأطراف لها حيثياتها وفعاليتها». وأكد ان «الكلمة الفصل هي لأهالي طرابلس، وكنت أتمنى ان يكون الائتلاف في طرابلس بالمعنى الواسع، وليس الجزئي كما حصل». وأكدت «جبهة العمل الإسلامي» برئاسة فتحي يكن «انها مستمرة حتى الآن في المعركة الانتخابية، من خلال مرشحيها الخمسة، ومن خلال دعم كل مرشحي المعارضة في المناطق كافة». ورأت الأمانة العامة ل «منبر الوحدة الوطنية» برئاسة الرئيس سليم الحص «ان في بعض المناطق، اللافت انخراط مرشحين من كتلة معينة في لوائح منافسة ما يدل على ان الفرز بين اللوائح لا يقوم على خلافات في المفاهيم والرؤى بقدر ما يقوم على اعتبارات ومصالح شخصية أو آنية». ودعت «الناخب الشريف» الى «انتقاء المرشحين بناء على صفاتهم الوطنية عند التصويت». وشكا مرشح «التيار الوطني الحر» في الشوف ناصيف قزي من احراق صورة له في محلة الناعمة، فيما تحدث بشارة مرهج المرشح عن دائرة بيروت الثالثة عن «ضغوط تمارسها جهات ضد بعض المواطنين الذين أصروا على تعليق صور له على شرفات منازلهم». ورفع المحامي البير فرحات شكوى الى هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية عن «مخالفات تجري في بلدة برج البراجنة، ابرزها «الخطاب التكفيري».