الاتصالات الجارية في شأن الانتخابات البلدية في بلدتي برج البراجنة والغبيرة في قضاء المتن الجنوبي بعبدا قد لا تبدل من وجهة التحالف بين "حزب الله" ووزير الإعلام باسم السبع الذي يتم التحضير له لبلورته في صيغة نهائية على رغم المشاورات المتلاحقة بين الطرفين، اضافة الى "حركة أمل" المدعومة بجهود سورية في محاولة لإرساء تحالف اوسع. وفي معلومات "الحياة" ان اللقاءات المنفردة التي عقدها الوزير السبع وقيادة "حزب الله" مع كبار المسؤولين السوريين الذين كانوا على علم مسبق بموقف رئىس المجلس النيابي نبيه بري،الذي يشترط سحب مرشح الحزب محمد سعيد الخنساء ابو سعيد لرئاسة بلدية الغبيرة، ركزت على امكان تحويل التحالف من ثنائي الى ثلاثي. وتردد ان المحادثات في دمشق تناولت كل صيغ التحالف الثنائي والثلاثي وأن المسؤولين السوريين تحدثوا صراحة الى الجميع، ونقل عنهم قولهم "اننا لا نريد التدخل لنفرض ائتلافاً على هذا الطرف او ذاك، فالقرار النهائي يعود اليكم، وإنما نريد القيام بمسعى وإذا وفّقنا كان به، وإلا فلتحصل منافسة ديموقراطية، ونحن من جانبنا نرجو الحفاظ على الاستقرار العام وسنمنع تهديده". اما لماذا يتجه الوزير السبع الى توثيق تحالفه مع الحزب، من دون حماسة للتعاون مع "أمل"؟ في الاجابة عن السؤال، نقل عن وزير الاعلام قوله ان "لا شيء شخصياً يمنعه من الإئتلاف مع "أمل"، انما للمعركة البلدية وجهان: انتخابي وسياسي. فعلى صعيد الاول هو يدرك قوته الانتخابية التي وإن كانت لا توازي قوة الحزب، لا يستهان بها". واللافت ان الوزير السبع يعترف بحجم قوته ويرى ان تحالفه مع "أمل" لن يعدل من ميزان القوى في برج البراجنة والغبيرة، خصوصاً ان الحزب يرفض الإئتلاف مع الرئىس بري لأسباب تسود قاعدته الحزبية التي هي على خصومة مع "أمل"، بسبب الاحداث الدامية التي وقعت بين الطرفين. حتى ان الوزير السبع لم يغفل في مشاوراته مع المسؤولين السوريين الحجم الحقيقي للقوة التي يتمتع بها كل طرف في الضاحية وهذا كان موضع تقدير منهم. وثمة من يعتقد ان طلب "أمل" الانفتاح على الوزير السبع ربما انطلق من حسابات غير دقيقة لميزان القوى على نحو تتحكم فيه المبالغة مما اضطره الى تصحيح المعلومات لدى اجتماعه مع الوزير ياسين جابر والنائب علي حسن خليل المكلف من الرئيس بري متابعة الملف الانتخابي في الضاحية. هذا بالنسبة الى الوجه الانتخابي من المعركة. اما في ما يتعلق بالوجه السياسي فان الوزير السبع "يرفض شخصياً ان يطعن الحزب بخنجر الرئىس بري او ان يستخدم سيف الحزب لضرب أمل". لذلك ينطلق من حسابات دقيقة يترتب عليها القرار المبدئي الذي اتخذه بالتعاون مع الحزب، رافضاً التعاطي معه "كأداة توظف للدخول في تصفية حساب مع احد". ووزير الاعلام الذي يربطه تحالف مع رئيس الحكومة رفيق الحريري لا يستطيع إلا ان يتعاطى مع دعواته الى الائتلاف وبالتالي التواصل مع الرئىس بري، وكان صارح الاول بحقيقة الوضع الانتخابي على الارض الذي نقل هذه الصورة بدوره الى رئىس المجلس، على امل ان يلتقيه ليشرح له حقيقة موقفه، الذي لا يعني عقد صفقة بلدية مع الحزب على حساب "أمل" او استبعادها. فائتلاف الحزب ووزير الاعلام في حال حصوله - واستناداً الى مصادر مقرّبة من الاول - ينطلق من ارض الواقع ويترجم ميزان القوى الذي لا يجوز تجاهله.