لو حضر المعلق الصحافي الاميركي توماس فريدمان حفلة افتتاح اول فرع لسلسلة مطاعم "كنتاكي" الاميركية في احد احياء دمشق الراقية، لخرج بپ"دليل آخر" يؤكد صحة نظريته التي عبر عنها في "نيويورك تايمز" في نهاية العام 1996. وكان فريدمان كتب ان "نظريتي تقوم على اساس ان ليس هناك في العالم من دولتين يوجد فيهما فرع لسلسلة "ماكدونالد" او غيرها من الوجبات الاميركية السريعة تجابهتا عسكرياً"، وان السلم يسود بين الدول التي تنتشر فيها سلسلة الوجبات السريعة هذه، ذلك ان سبب الجنوح نحو السلم في الشرق الأوسط كان انتشار "ماكدونالد" اذ ان 20 فرعاً توجد في كل من اسرائيل ومصر منذ توقيع اتفاقي كامب ديفيد. وسمح الأردن بتداول "سندويشات العولمة" بعد توقيع اتفاق السلام مع اسرائيل. كيف كان معلق "نيويورك تايمز" سيقرأ الحفلة الكبيرة التي جرت مساء الاحد الماضي لأول سلسلة مطاعم اميركية في سورية التي تفرض واشنطن عليها عقوبات نتيجة ادراج اسمها في القائمة الاميركية للدول الداعمة لپ"الارهاب"؟ وكيف كان سيسقط ذلك سياسياً في ضوء الانتقادات السورية لپ"السياسة المزدوجة" التي تتبعها اميركا ولعدم ممارستها ضغوطاً على حكومة بنيامين نتانياهو لتحقيق السلام في الشرق الأوسط... الذي يمهد لفتح فروع اخرى لپ"وجبات العولمة"؟ حفلة تدشين فرع "كنتاكي" كانت الاكبر التي تقام لافتتاح مطعم في سورية، اذ افتتحه وزير السياحة الدكتور دنحو داوود في حضور السفير الكويتي ابراهيم موسى، اضافة الى السيد رضا الجندي المدير الاقليملي لپ"اميركانا" والشريك السوري في المشروع رجل الاعمال جهاد خدام. كما حضر القائم بأعمال السفارة الاميركية ديفيد بيرس وعضوا مجلس النواب الاميركي ماثيو مارتينيز وسيلفستر ريس. تبلغ الكلفة الاستثمارية للمشروع أربعة ملايين دولار، وتنوي "الشركة الكويتية للمشروعات السياحية" الوكيل الحصري لسلسلة "كنتاكي" فتح اكثر من 15 فرعاً في سورية، اضافة الى اول فرع لپ"بتزاهات" سيفتتح بعد أيام وذلك بالتعاون مع "الشركة السورية - الكويتية للمشروعات السياحية". ولم يقتصر الحضور على الرسميين بل ان اعداداً كبيرة من الناس تجمعت على اوتوستراد المزّة تحت بالونات كتب عليها "كنتاكي" بالألوان الازرق والأبيض والاحمر، وهي الوان العلم الاميركي الذي طالما كان رفعه صعباً في دمشق. كان الشباب يأتون ويذهبون بحيث يوجد في اي لحظة من ساعات المساء اكثر من الفي شخص على جانبي المطعم... لتذوق شيء لا يختلف كثيراً عن فروج "البروستد" لكنه سينافس "الشاورما" العثمانية. وبعد عودته من لقاء مع وزير الاقتصاد الدكتور محمد العمادي ورئيس اتحاد غرف التجارة الدكتور راتب شلاح في حضور عضو الكونغرس، قال بيرس: "انها مفاجأة ان نرى كنتاكي هنا في دمشق. ستحبونها كما احببناها"، فعلق المراسل المعتمد لپ"الوكالة السورية للأنباء" سانا محمد الحافي في وزارة السياحة: "ترسلون الاسلحة الى اسرائيل، وترسلون الينا الفروج". وقال المدير العام لشركة "تراكون" صاحبة كنتاكي في دبي عرفان مصطفى ان افتتاح الفرع "اختراق تاريخي"، ذلك ان "الأمم تقترب من بعضها بعضاً عبر الطعام والاقتصاد خصوصاً ان اكثر من 50 في المئة من طعام السوريين هو من الدجاج"، وقالت المستشارة التجارية للسفارة الاميركية آن بوداين: "نأمل بأن يكون ذلك البداية لتطوير العلاقات التجارية بين بلدينا".