أوضح وزير الخارجية العراقي محمد سعيد الصحاف ل "الحياة" أن الهدف من الجولات التي يقوم بها موفدون عراقيون إلى عواصم عربية وأوروبية وافريقية، هو "اطلاع الحكومات المعنية على المعلومات والتفاصيل المتصلة بعلاقة العراق مع مجلس الأمن واللجنة الخاصة بالتفتيش عن الأسلحة العراقية". وقال في تصريحات إلى "الحياة" في تونس أمس، قبيل توجهه إلى كينيا: "ليس هدفنا الدعوة إلى عقد قمة عربية تبحث في ما تبحث فيه رفع الحصار عن العراق، وإنما هي ترمي إلى أن نوضح لأشقائنا والبلدان الأخرى ان العراق نفذ الالتزامات المطلوبة منه بموجب قرارات مجلس الأمن. وينبغي الآن أن نركز على اجتراح رفع الحصار من خلال الاتصالات واللقاءات وتجميع الجهد العربي لخلق حال من التضامن ومعاودة توحيد الصف". وأضاف: "رأينا واضح، وهو ان العودة إلى آليات العمل العربي المشترك مفيدة ليس للعراق فقط، وإنما للعرب جميعاً، ومن ضمن المسائل التي ستحظى بالاهتمام إذا ما اجتمع العرب يأتي موضوع الحصار". وسئل عن العلاقات والاتصالات مع البلدان الخليجية، فحض على إقامة قناة اتصال مع السعودية على غرار القناة القائمة مع مصر وفرنسا. وأكد ان العلاقات بين بغدادوالرياض "تشهد تحسناً مستمراً، لكننا لم ننشئ قناة مستمرة للحوار حتى الآن". وأفاد أن العراقيين "عبروا غير مرة لأشقائنا السعوديين عن تفسيرات وتحاليل ووجهات نظر رأينا من الضروري اطلاعهم عليها وأبدينا الرغبة بإقامة قناة اتصال دائمة". وأضاف: "لما تزعل دول من بعضها البعض ثم تعود إلى الحوار، تقيم شعباً مكاتب لرعاية المصالح. ونحن اقترحنا على أشقائنا السعوديين إقامة مكتب لرعاية المصالح السعودية لدينا ومكتباً مماثلاً لنا في الرياض. وهذه الخطوة لا تعني معاودة العلاقات مثلما هو معروف ومثلما هو قائم بيننا وبين الفرنسيين والأميركيين". وزاد: "لم يرفض السعوديون الاقتراح، ولم يتخذوا كذلك خطوات في هذا الاتجاه. ونحن في طريقنا إلى البدء بالحوار عبر أي نوع من القنوات يتفق عليه الجانبان". وأوضح ان العلاقات مع كل من قطروعمان والإمارات والبحرين "تتحسن باستمرار، أما الكويت فما زالت منفعلة". وأكد أن العلاقات السورية - العراقية "تسير في خطى متدرجة ونحن مرتاحون إلى المستوى الذي وصلت إليه، وإن كان طموحنا أن تسير بوتيرة أسرع". واعتبر التقارب بين البلدين "من علامات التحول في الوضع العربي كونه يسير بخطى ثابتة". وتوقع ان "تعود العلاقات الثنائية إلى أفضل مما كانت عليه". مجلس الأمن وأفاد ان زيارته لكل من الغابون وغامبيا وكينيا التي وصل إليها بعد الظهر كانت ترمي لاطلاع قياداتها بوصفها أعضاء في مجلس الأمن، على ما نفذه العراق من القرارات الأممية. وأوضح ان الرسالة التي نقلها أول من أمس من الرئيس العراقي صدام حسين إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "تضمنت التمني على تونس أن تركز، من خلال علاقاتها العربية والاقليمية والدولية، على مساعدة العراق في رفع الحصار". وأضاف ان الرئيس بن علي "جدد حرص تونس على الاستمرار ببذل الجهود لتحقيق هذا الهدف النبيل". وسئل عن احتمال قيام الأردن بوساطة بين العراقوالولاياتالمتحدة في ضوء المحادثات التي أجراها مع الملك حسين في عمان قبل انتقاله إلى تونس، فأجاب ان "الأردن سبق أن أعلن أنه يعتقد بضرورة إقامة حوار مباشر بين العراقوالولاياتالمتحدة، لكن وسائل الاعلام الاردنية تقول إن الأردن يجري اتصالات مع الأميركيين ليعبر عن آرائه". وأوضح ل "الحياة" ان "هناك فئات متزايدة من الجمعيات ومراكز العلاقات العامة الأميركية باتت تقيم جسوراً مع العراق". وقال: "إن هذه الجماعات آخذة بالاتساع، وهي فتحت خمسة وثلاثين مركزاً في الولايات الأميركية. ونحن نرحب بمجيء من يرغب من الجمعيات والفئات الأميركية، خصوصاً بعدما أظهرت أزمة شباط فبراير الماضي أن أعداداً متزايدة من الأميركيين باتت تعارض سياسة استخدام القوة الغاشمة والإصرار على الابقاء على العقوبات". انعطاف مع فرنسا واعتبر ان الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز لباريس وانتهت أمس شكلت "انعطافاً في العلاقات الثنائية، لأنها لم تقتصر على الحديث عن تفعيل دور فرنسا في إطار مجلس الأمن وحسب، وإنما تطرقت إلى مستقبل العلاقات بعد رفع الحصار". وأفاد أن عزيز توجه إلى روما ثم سيزور بلجيكا من ضمن تحرك في اتجاه بلدان الاتحاد الأوروبي، فيما سيصل موفدون عراقيون إلى موسكو وبكين وعواصم أخرى "في إطار حملة يعرض العراق من خلالها ما يراه مناسباً من مبادرات سياسية في إطار مجلس الأمن وخارجه لمنح الحقوق التي نصت عليها قرارات المجلس بعدما نفذ متطلبات الشروط التي لحظتها القرارات ذات الصلة". وجواباً على سؤال عن العلاقات مع تركيا، بعد تصريحات الرئيس التركي سليمان ديميريل أول من أمس والتي حذر فيها من وجود محاولات لتقسيم تركيا وإحياء معاهدة سافر للعام 1920، قال الصحاف: "الخطر الحقيقي الآن بات في داخل تركيا بعدما أعلن الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني أنه ضد الانفصال وشن هجمات على الحكومة المركزية العراقية". وأوضح أنه "إذا ما استمرت الحكومات التركية بتجاهل الحقائق والانخراط بالخطط المعادية للعراق، فسيكون ذلك خطراً على تركيا أكثر مما هو على جيرانها، كون ظاهرة الانفصال عندنا ستموت في الشمال تدريجاً".