وضع مجلس رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى أربعة شروط على الرئيس كلينتون هي: معارضة توجيه انذارات الى اسرائيل، ورفض الانطباع القائم عن تحول الإدارة الأميركية نحو تأييد قيام دولة فلسطينية، بعد تصريحات السيدة كلينتون، ودعوة الإدارة الى عدم الاعتراف بدولة فلسطينية في حال اعلان الرئيس ياسر عرفات قيامها، وإيضاح حق اسرائيل وحدها في تقرير نسبة الانسحاب من الضفة الغربية. وكنا نعرف قبل رسالة زعماء اليهود الأميركيين الى الرئيس الأميركي أن بعض هؤلاء اليهود الأميركيين يقدم مصالح اسرائيل على مصالح بلاده، وأن ولاءه لاسرائيل قبل غيرها. وقد أثبت زعماء اليهود الأميركيين أمس أنهم سيؤيدون اسرائيل اخطأت أو اصابت، وأنهم سيدعمون أي رئيس وزراء يقودها، حتى لو كان عنصرياً متطرفاً يقودها باتجاه الحرب. لماذا لا يفعل اليهود الأميركيون هذا، وهناك في أميركا من يزايد عليهم في تأييد اسرائيل الى درجة أن يشجعها على التطرف الذي لا يمكن أن يؤدي الى غير مواجهة جديدة. السناتور دون نيكلز، وهو جمهوري من اوكلاهوما يعمل مساعداً لرئيس الغالبية في مجلس الشيوخ ترنت لوت، زايد حتى على السناتور لوت نفسه مع ما نعرف من تأييده الأعمى اسرائيل، فهو كتب مقالاً صحافياً اتهم فيه الإدارة الأميركية بانتهاج سياسة غير عادلة ازاء اسرائيل. هل يعقل هذا؟ هناك في واشنطن اليوم أكثر الإدارات الأميركية تأييداً لاسرائيل في التاريخ، ومع ذلك فعضو في مجلس الشيوخ يوبخها لأنها لا تؤيد اسرائيل الى درجة الاضرار بمصالح أميركا في الشرق الأوسط. السناتور نيكلز يقول في مقاله ان "الادارة اهانت بشكل محرج أحد أقرب حلفاء أميركا ولاطفت منظمة تحتضن الارهاب وتفاوض بسوء نية". هل هناك سوء نية أكثر من هذا؟ هو لا يزال يتحدث عن منظمة، في حين أن التفاوض مع السلطة الوطنية الفلسطينية. والسلطة هذه لنا اعتراضات عليها لأنها تحمي أمن اسرائيل، فهي التي زجت المقاومين في السجون، وهي التي منعت تنفيذ عمليات انتحارية ضد اسرائيل. ولو أن السلطة توقفت يوماً عن حماية أمن اسرائيل لكانت هناك عملية انتحارية في القدس أو تل أبيب يوماً بعد يوم، أو اسبوعاً بعد اسبوع. طبعاً عندما أقول ان هذا كلام منحط يصدر عن سياسي أميركي يفيض إناؤه بما فيه، فإن هذا القول منتظر مني ككاتب عربي. ولكن عندي رداً عليه من كارمي غيلون، رئيس الاستخبارات السرية الاسرائيلية من 1994 إلى 1996، وعضو المجلس الاستشاري لمنبر السياسة الاسرائيلية الآن. قال غيلون في "نيويورك تايمز" قبل يومين: "ان هناك فرصة قائمة لأن السيد ياسر عرفات شن حملة على كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس بعد قتل محيي الدين الشريف في 29 آذار مارس. وقد اتهم السيد عرفات فئات منافسة في حماس علناً بقتل الشريف، وقال ان الأمن الداخلي الفلسطيني يجب أن يُصان. ومنذ ذلك الحين سجنت السلطة الفلسطينية عشرات من المتطرفين الخطرين ومؤيديهم". هذا ما يقوله مسؤول أمني اسرائيلي بالحرف في مقال يحث رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو على الانسحاب وعدم تضييع السلام. وما على القارئ إلا أن يعود الى الكلام الذي بدأت به، من سياسي أميركي وزعماء اليهود الأميركيين ليرى كيف أن هؤلاء يزايدون على اسرائيل نفسها فيتبنون مواقف متطرفة حقيرة لا يرتاح لها بعض الاسرائيليين. والمواقف الحقيرة تذكرني بالنائب نيوت غينغريتش، رئيس الغالبية الجمهورية في مجلس النواب، فهو لم يكد يشعر بضغط الرئيس على اسرائيل، وما تبعه من كلام زوجة الرئيس عن دولة فلسطينية، حتى كان يزعم ان "جرائم" ارتكبت في البيت الأبيض، في اشارة الى تحقيق المحقق الخاص كنيث ستار. ولكن التحقيق لم ينته، ولم يصدر قرار اتهام، هذا اذا صدر، ويتبع ذلك ان محكمة لم تقرر بعد أن تقبل قرار الاتهام الذي لم يصدر أو ترفضه. ومع ذلك فالنائب غينغريتش يدين رئيسه لمجرد أنه تجرأ على مواجهة اسرائيل. وأريد أن أختم بنقطة أرجو أن يهتم بها قراء هذه الزاوية كلهم، خصوصاً النساء، فالسيدة هيلاري كلينتون تتعرض الآن لحملة قاسية من اسرائيل وأنصارها، بمن فيهم الكتّاب الليكوديون الذين يؤيدون التطرف الاسرائيلي على حساب مصالح بلادهم ومصلحة السلام نفسه. وهي لا بد أن تكون تتلقى كل يوم سيلاً من الرسائل المعارضة لموقفها من الدولة الفلسطينية، من أعضاء المنظمات اليهودية الأميركية وأنصار اللوبي اليهودي وأمثالهم. لذلك فواجب كل عربي، وبخاصة كل عربية، ارسال رسائل تأييد لها على عنوانها في البيت الأبيض. العنوان هو: First Lady Hillary Rodham Clinton Room 100 Old Executive Office Bldg. Washington, D.C. 20500 U.S.A. Tel.: 202-456-6266 e-mail:[email protected]