استمرت حال الغليان امس في مدينة فيصل اباد عاصمة اقليم البنجاب الباكستاني التي شهدت احتجاجات من قبل المسيحيين المطالبين بالغاء عقوبة الاعدام بحق من يسيء الى الاسلام رد عليها اسلاميون متطرفون بتظاهرات تخللها شغب. وتدخلت الشرطة الباكستانية لمنع مجموعة من 300 متظاهر اسلامي من دخول حيّ مسيحي في احدى ضواحي فيصل اباد امس وذلك غداة اقدام مجموعة من المتطرفين على احراق عدد من المنازل والمتاجر التابعة لمسيحيين. ونفذ تجار ورجال اعمال من انصار الاحزاب الدينية اضراباً أمس وأغلقوا متاجرهم ومؤسساتهم مطالبين الحكومة بعدم المساس بالقانون الذي يتيح اعدام من يسيء الى الدين الاسلامي. وجاء ذلك في وقت استعد المسيحيون لتلبية دعوة الى الاضراب والتظاهر يوم الجمعة المقبل لتحريك مطلبهم الغاء هذا القانون الذي يقولون ان البعض استغله للاعتداء على ممتلكاتهم. وأعربت زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو عن شعورها بالأسى والصدمة ازاء النهاية المأساوية للاسقف جون جوزيف الذي أدى انتحاره الأربعاء الماضي الى اضطرابات خلال تشييعه أول من أمس. وكان الاسقف انتحر احتجاجاً على حكم بالاعدام بحق باكستاني مسيحي دين بالتجديف. وكانت محاولة بوتو تعديل القانون بشكل يمنع سوء استخدامه باءت بالفشل بسبب تصدي الاحزاب المتشددة لها. لكن رئيسة الوزراء السابقة واجهت امس مشكلة اخرى تجسدت في قرار اصدره القضاء في كراتشي باعتقالها لمحاكمتها بتهم تتعلق بالفساد وسوء استخدام السلطة. ورغم ان رئيس الوزراء نواز شريف لمّح الى احتمال اعتقال بوتو فور عودتها من لندن، فان المسؤول الاعلامي في حزب الشعب الذي تتزعمه ابلغ "الحياة" ان رئيسة الوزراء السابقة مصممة على العودة. وقال المسؤول الاعلامي في الحزب فرحات الله ان بوتو ستعود الى باكستان غداً الاربعاء وستمثل أمام المحكمة في 19 الشهر الجاري. واستغرب فرحات الله الكلام عن امكان اعتقال زعيمة حزب الشعب ما دامت ستمثل أمام المحكمة في الموعد المقرر للجلسة. ومعلوم ان زوج رئيسة الوزراء السابقة آصف علي زرداري مسجون بتهم تتعلق بالفساد وسوء استخدام السلطة اثناء تولي بوتو الحكم من 1994 الى 1997. وتراوح التهم الموجهة الى رئيسة الوزراء السابقة بين الفساد والمحسوبية وتشمل تعيين انصار لها في وظائف ديبلوماسية وفي مناصب في الخطوط الجوية الباكستانية.