عقد المنسق الاميركي لعملية السلام اجتماعاً اخيراً مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، امس، قبل مغادرته تل ابيب عائداً الى واشنطن لتقديم تقريره الى الرئيس الاميركي ووزيرةالخارجية الاميركية، قبل تحديد موعد جديد لعقد قمة واشنطن يتوقع ان يكون في الاسبوع الاخير من هذا الشهر. وتأتي عودة روس الى العاصمة الأميركية فارغ اليدين، لتشكل نقطة تحول في تفكير الادارة الأميركية حول كيفية التعامل مع اسرائيل وعملية السلام في الشرق الأوسط خصوصاً بعدما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو القبول بالأفكار الأميركية والمجيء الى واشنطن للمشاركة في قمة ثلاثية مع الرئيس كلينتون والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وسيقدم السفير روس تقريراً الى الرئيس كلينتون اليوم الاثنين وسيشارك ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي صموئيل بيرغر وغيرهم من كبار المسؤولين الأميركيين في مداولات تهدف الى تدارس الخطوات المقبلة التي ستعتمدها الإدارة بعد "الهزيمة" المعنوية التي الحقها بها نتانياهو برفضه ما يسمى الآن ب "الانذار" الأميركي له بالحضور الى واشنطن الاثنين بعد القبول بالأفكار الأميركية حول نسبة إعادة الانتشار وإلا... وكانت الوزيرة اولبرايت اعتبرت ان كلمة "إلا..." تعني مراجعة تعاطي الإدارة مع عملية السلام ولكن من دون ان يعني ذلك أنها ستنسحب منها. وعادت أمس فكرة كانت طويت في السابق ومفادها ان الوزيرة اولبرايت قد تغتنم احدى الفرص لالقاء خطاب حول الشرق الأوسط تلوم فيه نتانياهو على الفشل الذي يواجه الآن عملية السلام. لكن هذه الفكرة تبقى فكرة غير منفذة بانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة خصوصاً لدى مجيء نتانياهو الأربعاء المقبل الى واشنطن في غياب "أصحاب الدار" الرئيس كلينتون والوزيرة اولبرايت في أوروبا، وما إذا كان سيتابع حملة تأليب الرأي العام والكونغرس على الادارة ومواقفها. وكان الرئيس كلينتون اجتمع السبت الماضي بعدد من الزعماء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ ليشرح لهم سياسته الحالية تجاه عملية السلام وليدافع عنها في وجه المنتقدين سواء في اسرائيل أو في الكونغرس وقطاعات محافظة سواء كانت جمهورية أو اميركية يهودية. ولوحظ أن الباب لا يزال مفتوحاً أمام امكان عقد قمة ثلاثية في وقت لاحق من الشهر الحالي تردد ان موعده هو 28 أيار مايو. إذا تم اقناع نتانياهو بالقبول بالأفكار الأميركية "المعدلة" أو "المصقولة"! وابلغ الجانب الفلسطيني رسمياً امس بتأجيل قمة واشنطن في اجتماع عقده روس امس في اريحا مع المفاوض الفلسطيني صائب عريقات، وهو ابلغ الاخير أن جهوداً تبذل لتحديد موعد لعقد هذه القمة قبل نهاية الشهر الحالي. وتحدثت مصادر اسرائيلية عن يوم 22 ايار مايو الحالي كموعد محتمل لعقد القمة المؤجلة. وحذرت اوساط اسرائيلية امس من تفجر ازمة مع الولاياتالمتحدة خصوصاً اذا اصرّ نتانياهو على التوجه الاربعاء الى واشنطن لالقاء خطاب امام مؤتمر للوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة، ويتوقع ان يهاجم فيه ادارة الرئيس كلينتون لإصرارها على حمل اسرائيل على القبول باقتراحاتها. ولم يصدر عن الجانب الحكومي الاسرائيلي ما ينم عن عزم نتانياهو تغيير برنامج زيارته الى الولاياتالمتحدة، التي ستتم خلال وجود الرئيس الاميركي في جولة اوروبية، بل توقعت ان يقوم بحملة اعلامية واسعة لعرض موقف اسرائيل في الولاياتالمتحدة ومحاولة الحصول علي تعاطف الكونغرس ومجلس الشيوخ الاميركيين مع موقف اسرائيل. ويتوقع ان يلتقي نتانياهو خلال وجوده في الولاياتالمتحدة ايضاً الامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واشارت الصحافة الاسرائيلية امس الى ان لقاءات نتانياهو وروس اتسمت بالتوتر، ولم تعالج الموضوع الرئيسي الذي جاء روس من أجله، وهو نسبة الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية بشكل كافٍ، اذ سيطرت عليها موجات غضب نتنياهو ازاء ما اعتبره اهانة اميركية في التعامل معه ومحاولة لوضعه امام امر واقع بتحديد نسبة اعادة الانتشار التي طالبت واشنطن الحكومة الاسرائيلية بتنفيذها ومنحه مهلة محددة للرد على مبادرتها. وفي حين يرى المراقبون ان نتانياهو نجح في اضافة بضعة اسابيع اخرى الى الاشهر التي كسبها من دون ان يضطر الى التعامل مع مسيرة السلام ، وتتواصل عملية الاستيطان بشكل مكثف على الارض في الضفة الغربية، فإن الانظار تتجه الى واشنطن لمعرفة كيف ستتعامل الادارة الاميركية مع اصرار نتانياهو على التعامل باستخفاف مع جهودها لاعادة احياء المسيرة السلمية.