لاعبو المنتخب الفرنسي المشارك في مونديال 98 من جنسيات متعددة اكثر من اي منتخب آخر، شاء زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة جان ماري لوبن أو لم يشأ. هناك الجزائري الاصل زيدان والتونسي صبري لمّوشي والعاجي ابراهيم با والسنغالي فييرا والارمني دجوركاييف والكاليدوني كاريمبو والاسباني ليزاراتزو والارجنتيني تريزيغيه... انها مجرد أمثلة، وربما يكون اسهل ذكر اللاعبين الذين هم من اصل فرنسي. وصرخ لوبن خلال بطولة الامم الاوروبية صيف 1996 مستهجناً عدم معرفة معظم لاعبي المنتخب بالنشيد الوطني مرسيلياز خلافاً للمنتخبات الاخرى، ونتج عن تصريحه الشهير حملة استنكار واسعة لتماديه في التعبير عن عنصريته. وحجة المدافعين عن وجود دم غير فرنسي في المنتخب الفرنسي ان "الاغراب" تمكنوا من تكييف انفسهم مع مجتمعهم الجديد الذي يضم اكثر من مليوني لاعب وفرضوا انفسهم عليه بفضل مواهب لا يملكها السكان الاصليون. ولغة كرة القدم تعترف بالمهارة وليس بالاصل والفصل. وبالتأكيد، سيشجع الفرنسيون منتخبهم مهما اختلفت نظرتهم الى لاعبيه، واذا لم يصفق لوبن لاحد المذكورين اعلاه فان الملايين ستصفق له، وهذا ما سيضمنه زين الدين زيدان من المشجعين العرب، على الاقل، مع لمّوشي اذا ما حصل هذا الاخير على فرصته. ويقول البرازيليون ان عدم فوزهم بالكأس سيكون كارثة، فيرد الفرنسيون ان اي شيء غير اللقب يعني مأتما حقيقياً وهم الذين يحلمون بان يكون الحدث الكبير عرساً. ولا يقدر احد على استبعاد حدوث اي من الاحتمالين، والويل ثم الويل من لسان لو بين "الطويل" اذا حدث ما لا تحمد عقباه. وفي الجانب الجنوب افريقي، سيكون المنظر ممتعاً مع تلك الانسابية في الهجوم واستعراض المهارات وعدم التفكير بالحسابات المعقدة. وربما نرى في ابناء نيلسون مانديلا "كاميرون 90" أو "نيجيريا 94" اخرى او ربما "زائير 74" اخرى.