عرف الكاميرونيون دائما بقوة استعدادهم البدني، بما في ذلك مواطنهم عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي، وعندما بدأوا في اكتساب الخبرة الخارجية والاحتكاك بالاوروبيين خصوصا الفرنسيين منهم تطورت نتائجهم باضطراد الى ان شاركوا في مونديال 1982 ولم يكن منظرهم سيئا على الاطلاق مع انهم خرجوا من الدور الاول بعد ثلاثة تعادلات مع ايطاليا بطلة المسابقة وبولندا وبيرو. وتابعت الكاميرون تألقها، فتوجب بطلة للقارة عام 1984 بيد انها لم تستثمر نتائجها اللافتة واخفقت في بلوغ نهائيات مونديال 1986. بعد ذلك خرج المهاجم العجوز روجيه ميلا من قوقعته وعاد عن اعتزاله دولياً وكان احتياطياً في المنتخب الذي شارك في مونديال ايطاليا 1990. وفي احدى ابرز المفاجآت في تاريخ المسابقة، فازت الكاميرون على الارجنتين حاملة اللقب في مباراة الافتتاح ولم تجد من يوقف زحفها الا في ربع النهائي على يد انكلترا التي كانت محظوظة فعلاً. ومن ضحايا ميلا كان هناك منتخبا رومانيا وكولومبيا. بناء وهدم وما بنته الكاميرون في ايطاليا 90 هدمته في الولاياتالمتحدة 94، لانها خرجت من الدور الاول بعد خسارتين فادحتين امام البرازيل وروسيا بثلاثة اهداف ثم بستة. وللمرة الاولى في تاريخ النهائيات لوّح لاعبو المنتخب بالاضراب لأنهم لم يحصلوا على مكافآت التأهل وهم الذين طالبوا بحقوقهم مع اختتام التصفيات، وكان ذلك الموضوع مادة دسمة لاقلام النقاد. وقيل ان الاموال التي حصل عليها الاتحاد من الاتحاد الدولي وهي بالملايين كانت من نصيب الكثيرين باستثناء اللاعبين والجهاز التدريبي. الى ذلك نسي المسؤولون، وبالاحرى تناسوا، اختيار مدرب يعد اللاعبين للنهائيات الى ان تنبهوا في اللحظة الاخيرة ووافق الفرنسي هنري ميشال، مدرب المغرب حاليا، على القيام بالمهمة المستحيلة وليته لم يفعل لان العملية كانت "بهدلة". وتمر السنوات، ولا يتغير شيء. ولولا الغيرة على سمعة بلادهم لما ارتضى المحترفون ليس هناك في التشكيلة الاساسية اكثر من لاعب واحد محلي وجلهم من الاندية الفرنسية ان يدفعوا من جيوبهم تذاكر السفر بالطائرات خلال التصفيات على امل من يحصلوا على المستحقات في المستقبل ، اذا لم نقل "في المشمش"! وهكذا تأهل المنتخب من دون اقناح لنهائيات المونديال للمرة الرابعة، وخرج في شباط فبراير الماضي من ربع نهائي كأس امم افريقيا على يد الكونغو بهدف واحد فابعد المدرب الوطني جان مانغا اونغينيه وبدأ البحث عن مدرب "خواجة" الى ان تم العثور على الفرنسي كلود لودروا الذي سبق ان درب المنتخب بنجاح في الثمانينات. كل هذا والمونديال على الابواب علما بأن هناك اتحادات بدأت في اعداد برنامج لمنتخباتها غداة تأهلها وليس في اللحظة الاخيرة. ماذا ينتظر بعد هذا كله من الكاميرونيين في المونديال الجديد؟ والجواب هو ان الخروج من الدور الاول وارد جداً ، واذا ما حقق المنتخب خبطة او اكثر على حساب ايطاليا وتشيلي والنمسا فان الامر سيصب في خانة المفاجآت لا اكثر ولا اقل. وما تبين من المونديال الافريقي في بوركينا فاسو هو ان قماشة اللاعبين ليست كما كانت من قبل، واللعب العفوي او الغريزي لم يعد مشبعا، والروح القتالية عادية، والانسجام بين الخطوط الثلاثة غير كاف. ومن الصعب جدا ان يوفر لورواكل هذا في مدى اسابيع قليلة. واذا ما وُفّق سيكون محظوظا. ويحرس المرمى جاك سونغو من ديبورتيفو كورونا الاسباني وهو من الاشهر في القارة لكن هناك منافس خطير له هو اونغاندزي، اما رباعي خط الظهر فيتألف من بيللونغ وايتشي في الجانبين وهما لا يجيدان مساندة الهجوم ومن كالا وسونغ في الوسط وهما من نقاط القوة. وفي خط الوسط هناك فويه وتشوتانغ وسيمو واولمبيه لكن ليس هناك بينهم صانع للالعاب. اما افضل الخطوط نسبيا فهو خط الهجوم بوجود تشامي ومبوما واومام بييك وجوب. ويتوقع البعض ان يحقق منتخب "الاسود الكاسرة" نتائج افضل بكثير مما هو متوقع لان معظم افراده يلعب في الاندية الفرنسية ولان افراد الجالية سيدعمونه بقوة ليعود كاسراً من جديد اي اسماً على مسمى شرط ان يتناسى ولو الى حين سوء الادارة وعدم وصول المكافآت! اللاعبون المتوقعون جاك سونغو، حارس ديبورتيفو كورونا، 34 عاما ً و87 مباراة دولية، دخل مرماه 6 أهداف روسية في مونديال 94 لكن مستواه تطور واختير افضل حارس في الدوري الاسباني للموسم الماضي. فنسنت اونغاندزي، حارس اونيسبور بافانغ، 22 عاماً و10 مباريات، لعب مكان سونغو في كأس الامم الافريقية 98. وليام انديم، حارس بوافيستا البرتغالي، 30 عاماً و25 مباراة، لم يلعب دوليا منذ اهداف جنوب افريقيا الثلاثة في مرماه في كأس افريقيا 96 وقد يعود دولياً بعدما ترك باهيا البرازيلي. روماران بيللونغ، مدافع سانت اتيان الفرنسي، 28 عاماً و12 مباراة، من مواليد تشاد، يجهد لاستعادة مستواه بعد الاصابة. ارنست ايتشي، مدافع كوتون سبور، 23 عاماً و18 مباراة، من المحليين القلائل في التشكيلة الاساسية. ريغوبرت سونغ، مدافع متز الفرنسي، 22 عاماً و26 مباراة، نجم المنتخب الاول حاليا برغم صغر سنّه. بيار وومي، مدافع لوكيزي الايطالي، 19 عاماً و25 مباراة، يلعب ايضا في الوسط، صغر لاعب شارك في كأس الأمم الافريقية 16 عاماً عام 1996. ريمون كالا، مدافع باناشايكي اليوناني، 25 عاماً و19 مباراة دولية، لعب اساسيا في كأس افريقيا 98. جان جاك ايتاميه، مدافع باستيا الفرنسي، 31 عاماً ومباراة دولية واحدة امام انكلترا وغاب عن كأس افريقيا 98 بداعي الاصابة. مارك فويه، لاعب وسط لنس الفرنسي، 23 عاماً 39 مباراة، شارك في مونديال 94. صامويل ايبوا، لاعب وسط رابيد فيينا النمسوي، 25 عاماً و5 مباريات، مُعار من انتر ميلان الايطالي، ذو نزعة هجومية. فابريس مورو، لاعب وسط رايو فاليكانو الاسباني، 30 عاماً و8 مباريات دولية، من مواليد باريس وكان يلعب سابقاً مع طولون. غي تابوكو، لاعب وسط لافال الفرنسي، 29 عاماً و18 مباراة، لعب مباراة واحدة في السنوات الاربع الاخيرة لكن المدرب لوروا قد يمنحه الفرصة. جوزف ماري تشانغو، لاعب وسط تيكوس المكسيكي، 19 عاماً و14 مباراة دولية، لاعب منتخب الشباب سابقاً. اغوستين سيمو، لاعب وسط سانت اتيان الفرنسي، 19 عاما و16 مباراة، يلعب متقدماً باستمرار، امضى فترة قصيرة في تورينو الايطالي ثم في سويسرا قبل ان ينتقل الى فرنسا. سالومون اولمبيه، لاعب وسط نانت الفرنسي، 24 عاماً و8 مباريات، ميّال الى الهجوم، اصغر لاعب خاض مباراة على ارض ويمبلي حيث لعبت انكلترا ضد الكاميرون وديا. برنار تشوتانغ، روا كيركراده الهولندي، 23 عاماً و19 مباراة، يلعب غاليا في مركز الجناح الايمن، مرواغ وسريع لكن دقة التمريرات العرضية تنقصه. دافيد ايمبيه، مهاجم غوادالاخارا المكسيكي، 24 عاماً و15 مباراة دولية، كان يلعب مع رين الفرنسي ولم يظهر في مباريات كثيرة منذ مونديال 94. الفونس تشامي، مهاجم هرتا برلين الالماني، 26 عاما و34 مباراة، شارك في مونديال 94 وسجل 3 أهداف في كأس الامم الافريقية. جان جاك ميسيه ميسيه، مهاجم سبورتينغ البرتغالي، 29 عاما، و13 مباراة منها 4 في تصفيات المونديال وسجل هدفا واحدا. جوزف ديزيريه جوب، مهاجم ليون الفرنسي، 20 عاما و9 مباريات، ترك انطباعا جيداً في موسمه الاول في فرنسا، لم يوافق على اللعب للمنتخب الفرنسي دون 21 عاما، وخاض كأس امم افريقيا 98. باتريك مبوما، مهاجم غامبا اوساكا الياباني، 27 عاماً و13 مباراة دولية، لعب مع سان جرمان ومتز الفرنسيين وتوج هدافاً للدوري الياباني للموسم الماضي، وسجل هدف الحسم في مرمى زيمبابوي في تصفيات الموند يال. فرنسوا اومام بييك، مهاجم سمبدوريا الايطالي، 32 عاماً و76 مباراة، اوسع اللاعبين خبرة وسجل اشهر اهدافه في مرمى الارجنتين في افتتاح مونديال 1990. البطاقة مساحة الكاميرون 575 الف كلم مربع وعدد سكانها 900ر13 مليون نسمة تأسس اتحادها عام 1959 وانضم الى الاتحاد الدولي عام 1962 عدد انديتها 267 ولاعبيها 119500 شاركت في كأس العالم ثلاث مرات في 82 و90 و94 ففازت في 3 مباريات وتعادلت في 4 وخسرت 4، لها 11 هدفا وعليها 21. بلغت ربع نهائي 1990 وهي اول دولة افريقية والوحيدة التي تحقق هذا الانجاز. بطلة الامم الافريقية 1984 و1988. الطريق الى فرنسا فازت على توغو 4-2 وسجل لها تشامي 2 ومبوما وميسيه ميسيه ثم 2-صفر سجلهما تشوتانغ ومبوما. تعادلت وانغولا من دون اهداف ثم 1-1 وسجل لها مبوما. فازت على زيمبابوي بهدف لتشوتانغ ثم بهد فين لواحد وسجل لها مبوما واولمبيه.