واي ميلز الولاياتالمتحدة، شيكاغو، عمان - أ ف ب - افاد مسؤولون في الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي ان المشاركين في قمة واي بلانتيشن التي بدأت اعمالها الخميس الماضي قرب واشنطن، لم يتمكنوا حتى مساء اول من امس من تحقيق اي تقدم ملموس نحو التوصل الى اتفاق جديد. وكان عرفات ونتانياهو عقدا اجتماعين مغلقين اول من امس في فترتي الصباح وبعد الظهر. واعلن مصدر اسرائيلي ان "شيئا لم يتحرك" بالنسبة الى مسألة الترتيبات الامنية التي ستترافق مع المرحلة الثانية من الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. واوضحت مصادر فلسطينية لوكالة "فرانس برس" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "كرر طرح مواقفه السابقة"، خصوصا "عقد جلسة خاصة للمجلس الوطني الفلسطيني لتعديل بنود الميثاق الوطني التي تدعو الى القضاء على دولة اسرائيل وتسليم السلطة الفلسطينية اسرائيل عدداً من المطلوبين المتهمين بالقيام بنشاطات مناهضة لاسرائيل". واضافت المصادر ان "من المستحيل ان تقوم السلطة الفلسطينية بتسليم اي من مواطنيها لاسرائيل، كما ان الموقف الفلسطيني من الميثاق هو ان تقوم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بالمصادقة على رسالة عرفات الى الرئيس بيل كلينتون والتي حدد فيها المواد التي الغيت من الميثاق". واضافت المصادر الفلسطينية ان مسؤولي اللجان التفاوضية من الجانبين استدعوا الى اللقاء الثاني بين نتانياهو وعرفات لاستعراض ما تم التوصل اليه. ونوقشت خلال هذا اللقاء اعمال ثلاث لجان فقط هي لجان الممر الآمن والاقتصاد والمطار. وتابعت المصادر الفلسطينية انه في ما يخص الممر الآمن، بقيت نقاط الخلاف على ما هي، وفي خصوص المطار تم استعراض مواقف الجانبين من القضايا العالقة من دون التوصل الى اي جديد. اما في شأن اللجنة الاقتصادية فأقر الجانب الاسرائيلي بأن عدداً من المطالب الفلسطينية في هذا الخصوص محق واقر تشكيل لجنة لبّت هذه المواضيع خلال ستة اسابيع. يذكر ان الفلسطينيين يشكون من ان اسرائيل لا تحول الى السلطة الفلسطينية الضرائب التي تجبيها من التجار الفلسطينيين الذين يستوردون بضائعهم عبر اسرائيل. ويطالب الفلسطينيون ايضا بأن تزيل اسرائيل العقبات امام التبادل التجاري الداخلي بين الضفة وقطاع غزة، وكذلك عمليات الاستيراد والتصدير من المناطق الفلسطينية والعالم الخارجي. عطلة السبت وتراجعت حركة الاتصالات بسبب عطلة السبت التي يمتنع خلالها اليهود عن العمل منذ مساء الجمعة حتى مساء السبت. وعلق ديبلوماسي اميركي على هذه العطلة قائلا: "لكن لا شيء يمنعهم من الكلام". واعتذر الوفد الاسرائيلي عن المشاركة في عشاء مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بسبب عطلة السبت، بينما شارك فيه الوفد الفلسطيني. وتحدث مسؤول اميركي عن "لقاءات غير رسمية" كان من المقرر ان يعقدها كلينتون مع كل من عرفات ونتانياهو، مشيراً الى ان من غير المرجح حدوث تقدم حقيقي قبل ان يتدخل الرئيس الاميركي. وتوقع الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن "اتصالات غير رسمية" بين الوفود امس، لكنه اشار الى عدم وجود خطط لعقد اجتماع ثلاثي. واضاف روبن ان اعضاء الوفود ارتدوا ازياء غير رسمية وان "مناخ العمل لحل المشاكل بدا افضل وبناء بدرجة اكبر واكثر عملية مما كان في الماضي" لكن "هل سيكون ذلك كافياً لا يزال سؤالاً مفتوحاً". وكان عرفات ونتانياهو جلسا على أريكة خشبية تحت مظلة شمسية في غداء عمل في الهواء الطلق لمدة ساعة بينما كان اعضاء الوفدين يعالجون الخلافات التي تعوق التقدم. كذلك جلس وزير الصناعة والتجارة ناتان تشارانسكي مع وزير التعاون الدولي الدكتور نبيل شعث في الهواء الطلق ايضا. كلينتون الى ذلك، قال كلينتون خلال اجتماع عقد في شيكاغو في اطار الحملة الانتخابية للحزب الديموقراطي اول من امس: "انا مقتنع بأن الطرفين يسعيان فعلياً لتذليل خلافاتهما". واعلن ايضا انه سيختصر برنامج تحركاته للعودة الى واشنطن ومتابعة "جهوده المكثفة" لانتزاع اتفاق بين الطرفين. واضاف كلينتون انه تحادث هاتفيا مع اولبرايت من الطائرة الرئاسية بينما كان في طريقه الى شيكاغو وطلب منها ان تكون على اطلاع كامل بمجريات المحادثات. الملك حسين من جهة اخرى، بث التلفزيون الاردني ان اولبرايت طلبت اول من امس من العاهل الاردني الملك حسين "تشجيع" عرفات على الاستمرار في التفاوض مع اسرائيل في واشنطن وان يطلب منه تأجيل الحضور لزيارته في المستشفى في روتشستر، وذلك ابقاء على زخم واستمرارية المحادثات. واضاف ان الملك حسين قرر بالتالي تأجيل الزيارة حتى صباح امس بعد ان اتصل هاتفياً بعرفات في منتجع واي بلانتيشن. كذلك طلب الملك حسين من وزير الخارجية الاسرائيلي ارييل شارون لدى استقباله "ان يساهم في تحسين اجواء التفاوض والسير بايجابية من اجل ايصال محادثات القمة الى نهاية ناجحة تدفع عملية السلام برمتها الى امام ووضعها على الطريق الصحيح".