موسكو - رويترز - أصدرت وزارة العدل الروسية أمس الأربعاء نداء لالتزام الهدوء والنظام مع بدء نزول المتظاهرين إلى الشوارع عشية احتجاجات عمالية شاملة. وتعتزم نقابات عمال وجماعات سياسية يسارية شن موجة من الاضرابات والتظاهرات احتجاحاً على التأخر المتزايد في دفع الرواتب، ما ترك الكثيرين على حافة الجوع. وكان ملايين اضربوا عن العمل أو شاركوا في مسيرات مماثلة قبل عام. وقال زعيم الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف في مؤتمر صحافي إنه يتوقع اشتراك 15 مليون شخص في الاحتجاجات. وبدأ آلاف الأطباء وغيرهم من أصحاب المهن الطبية الاحتجاجات مبكراً أمس الأربعاء. وعلى رغم الوعود الحكومية المتكررة بدفع الرواتب المتأخرة، فإن السلطات المحلية والاقليمية ظلت في الأول من آذار مارس الماضي تدين للأطباء والمدرسين وغيرهم من موظفي القطاع العام بنحو 6،7 بليون روبل 2،1 بليون دولار من الرواتب المتأخرة. وقال الرئيس بوريس يلتسن إن الفضل في حل هذه المشكلة كان من الأسباب التي حملته على إقالة حكومة رئيس الوزراء فيكتور تشيرنومردين قبل أسبوعين. وحذرت وزارة العدل المتظاهرين من الخروج على القانون. وجاء في بيان أصدرته الوزارة: "إذا وقعت أعمال خارجة عن القانون، فسيتم التعامل معها بحزم، وسيواجه المذنبون العواقب القانونية". وأضاف البيان ان التوتر شديد في الوقت الراهن ونظراً إلى زيادة "التصريحات المتشددة سياسياً من جانب شخصيات عامة"، فإنها تحذر من اللعب على أوتار التفرقة العنصرية والعرقية والاجتماعية ومن "الفاشية وغيرها من أشكال التطرف". وبدا أصحاب المهن الطبية الذين نزلوا إلى الشوارع أمس ملتزمين إلى حد بعيد بتوجيهات نقابات العمال بالتركيز في احتجاجاتهم على القضايا الاقتصادية لا الشعارات السياسية. إلا أن الأعلام الشيوعية الحمراء كانت بارزة في بعض المسيرات. وقالت امرأة متوسطة العمر تحمل لافتة في مسيرة أمام مقر الحكومة في موسكو: "كل ما نريده ان نحيا حياة عادية ونحصل على أجورنا في موعدها". ولا يتجاوز راتب الطبيب الروسي 50 دولاراً في الشهر، وهذا أقل من متوسط الدخل القومي. ويشكو الكثيرون منهم من أن المبلغ، حتى في حال تسلمه بانتظام، لا يكفي متطلبات الحياة الأساسية. وكتب على إحدى اللافتات في التظاهرة أمام البيت الأبيض في موسكو مقر الحكومة التي شارك فيها مئات الأشخاص: "أطفال الأطباء أيضاً يريديون أن يأكلوا". وكتب على لافتة أخرى: "اعيدوا إلينا حق الحياة". وتقول نقابات العمال، التي أبدت قياداتها هذا الأسبوع تأييدها لرئيس الوزراء الشاب المعيّن سيرغي كيريينكو، ان احتجاجاتها لن تكون سياسية. غير أن الشيوعيين وحلفاءهم من اليساريين المتشددين قالوا إنهم سيخرجون إلى الشوارع بما فيها شوارع موسكو، مطالبين بتغيير السياسة الاقتصادية وتشكيل حكومة ائتلافية. ونتيجة لهذا الخلاف، فإن نقابات العمال والحزب الشيوعي والجماعات اليسارية تعتزم تنظيم ثلاثة تظاهرات منفصلة في موسكو اليوم الخميس. وبدت بعض الملامح مما في ذهن اليساريين واضحة على لافتات رفعت أمام مقر مجلس النواب الدوما أمس. وكتب على إحدى اللافتات التي حملها نحو 100 شخص من عناصر حركة روسيا العاملة "تسقط الحكومة والدوما"، في حين كتب على لافتة أخرى "الاشتراكية أو الموت"، وهتف الحشد "حاكموا عصابة يلستن".