قدر عاملون في اسواق المواشي في السعودية حجم استهلاك المسلمين، من مواطنين ومقيمين وحجاج، من المواشي بما يراوح بين 7،1 ومليوني رأس تصل قيمتها الى ما يزيد على 500 مليون دولار نحو بليوني ريال. وقالت مصادر في اسواق العاصمة الرياض ان السوق بدأت في الانتعاش قبل نحو اسبوع، وان الطلب ارتفع الى الضعف، ويتوقع ان يصل الى ذروته اليوم وغداً قبل حلول عيد الاضحى الثلثاء المقبل. وأضافت المصادر ان منطقة الرياض تعتبر الاولى من حيث عدد الاضاحي التي يشتريها المواطنون والمقيمون، لكن وجود نحو مليوني حاج في المنطقة الغربية سيجعلها تستهلك اكثر من 50 في المئة من الاستهلاك الكلي. وارتفعت الاسعار عن معدلاتها المعتادة بنحو 25 في المئة. ويتوقع ان ترتفع نحو 40 في المئة اليوم وغداً لتعاود الهبوط خلال ايام العيد الثلاثة التي تجيز الشريعة الاسلامية الذبح خلالها. من جهتهم، قدر التجار في سوق الاغنام في جدة حجم الاستهلاك في موسم الحج تبعاً لحاجات النسك بما يراوح بين 2،1 و5،1 مليون رأس للعام الجاري في السعودية. وقالوا ان السوق المحلية تؤمن 20 في المئة فقط من حاجات السوق خلال موسم الحج، فيما يؤمن الاستيراد النسبة المتبقية. وتأتي الصومال في مقدم الدول التي تستورد منها السعودية المواشي، ثم دول اميركا اللاتينية ونيوزلندا. وأدى صدور قرار السعودية بعدم استيراد المواشي من الصومال اثر تعرضها لحمى الوادي قبل اكثر من شهر الى تعرض عمليات الاستيراد الى نقص مفاجئ قد يصل الى ما بين 15 و20 في المئة من حاجة السوق فعلياً. اذ لم تستطع البدائل مثل السودان تأمين النقص لأسباب لوجستية في مقدمها افتقار السودان لوسائط نقل المواشي عبر اراضيها الشاسعة. وأمنت الشركات الاهلية 250 ألف رأس من اميركا ونيوزلندا، فيما تم تأمين 200 الف رأس من السودان فقط على رغم امكاناته العالية وقدرته على تقديم اكثر من 350 ألف رأس. لكن افتقاره لأساسيات تجارية مثل وسائل وطرق الربط والنقل بين ولاياته ادى الى عدم امكان تأمين اكثر من 200 ألف رأس. وأشار مراقبون التقتهم "الحياة" الى ان السوق السعودية ستواجه نقصاً في حاجاتها من المواشي للعام الجاري يراوح بين 15 و20 في المئة، ما سيساهم في زيادة الاسعار بمعدلات تصل الى 25 في المئة. ومعلوم ان "بنك التنمية الاسلامي" يؤمن سنوياً نصف مليون رأس لاطعام فقراء المسلمين في مختلف دول العالم، ويتم اعدادها من المجازر الآلية في منطقة منى. ويرجح المراقبون ان يتسلم البنك بين 420 و450 ألف رأس من أصل 500 ألف تم الاتفاق على استيرادها لمشروع الافادة من لحوم الهدي والاضاحي. وتستطيع السوق السعودية تأمين جزء من حاجاتها من الابقار والابل، لكن الحجم يظل نسبياً قليلاً قياساً الى المستورد. وعزا مسؤولون في الشركات الاهلية اسباب منع استيراد المواشي من الصومال الى الخوف من تأثير المرض على الثروة الحيوانية المتنامية في السعودية اكثر من اي شيء آخر. ويصعب تحديد حجم المباع من الاغنام والابقار والجمال خلال الموسم نظراً لاعتماد السوق على مصادر غير الشركات والمؤسسات تشكل نحو 40 في المئة من السوق، اهمها ما يطلق عليهم "الجلابة" الذي يجلبون مواشيهم الخاصة من المراعي والمزارع ويبيعونها مباشرة بأنفسهم للمستهلكين.