أكد الكرملين أمس الجمعة ان الرئيس الروسي بوريس يلتسن "يرفض" تشكيل حكومة ائتلافية، ولكنه مستعد لمناقشة "اقتراحات" تقدمها الكتل البرلمانية، فيما قرر مجلس الدوما ارجاء النظر في ترشيح سيرغي كيريينكو رئيساً للوزراء حتى نهاية الأسبوع المقبل. وذكر السكرتير الصحافي للرئيس الروسي سيرغي ياسترجيمبسكي ان المعلقين في وسائل الاعلام قدموا تفسيرات خاطئة لموافقة يلتسن على عقد "طاولة مستديرة" تضم ممثلي الرئاسة والبرلمان والأحزاب السياسية لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة. وأضاف ان يلتسن عرض على رئيس مجلس الدوما والفيديرالية النواب والشيوخ عقد "الطاولة" في مبادرة تؤكد استعداده "للنظر في اقتراحات بأسماء مرشحين" للوزارة، في حين ان القرار النهائي "يبقى ضمن صلاحيات رئيس الدولة". وتابع ياستر جيمبسكي ان ذلك "لا يعني أبداً" الموافقة على تشكيل وزارة ائتلافية أو "حكومة ثقة شعبية" وهو التعبير الذي تستخدمه المعارضة عند مطالبتها بتشكيل حكومة من الغالبية البرلمانية. ويذكر ان الدستور الروسي لا يلزم رئيس الدولة تأليف الحكومة استناداً الى نتائج الانتخابات النيابية. وأكد الناطق باسم "الكرملين على ان يلتسن يريد تشكيل حكومة تعتمد "مبادئ النهج المالي الصارم وتقديم ضمانات للمالكين والحفاظ على قيمة الروبل ومراقبة التضخم". ولاحظ المراقبون ان هذه المبادئ لم تتضمن أي اشارة الى تحسين الوضع المادي للمواطنين الذين يتوقع ان يشارك الملايين منهم في حركة احتجاج كبرى تنظمها النقابات الخميس المقبل. ووجه يلتسن أمس رسالة الى البرلمان يسحب فيها طلبه السابق ترشيح سيرغي كيريينكو ويقدم ترشيحه من جديد. وهذا الاجراء القانوني يهدف الى تلافي أي اشكالات حقوقية اذ ان الدستور يلزم الرئيس بتقديم اسم المرشح من جديد لرئاسة الحكومة في غضون أسبوعين بعد اقالة الوزارة، كما يلزم البرلمان النظر في طلب الرئيس خلال سبعة أيام. ونظراً لانقضاء المدتين فان يلتسن قدم رسالته أمس ووافق البرلمان على تأجيل الجلسة التي ستناقش اسم كيريينكو حتى نهاية الأسبوع القادم.