قرر المغرب بدعم من الملك الحسن الثاني تخصيص 29 آذار مارس من كل سنة "يوماً وطنياً للانترنت وتكنولوجيا الاتصال" يحتفل به الصحافيون والباحثون ومطورو برامج الكومبيوتر وأصحاب المواقع داخل الشبكة. ويهدف اليوم الى تحسين الشركات والادارات والجامعات وأصحاب القرار والأسر والأفراد بأهمية استخدام انترنت وتطوير مجالات الاتصال وتحصيل المعلومات. وقال وزير الاتصال محمد العربي المساري في حفلة بالمناسبة اقيمت في مبنى وكالة الأنباء المغربية "ان الحكومة ستوجه رسائل الى مختلف القطاعات والادارات والسلطات الاقليمية والمحلية لحضها على استخدام انترنت واعتماد التكنولوجيا الحديثة في الاتصال مشيراً الى ان ارتباطها بالشبكة سيتم بعد اعتماد بند خاص في الموازنة المقبلة يشمل اجراءات تنمية انترنت في المغرب وخفض أسعار الاشتراك وتوسيع استخدام اللغة العربية في الشبكة المحلية". وأضاف انه سيتم التنسيق مع كتابة الدولة في البريد والتكنولوجيا وادارة تقنين المواصلات لحض الشركات المعنية على خفض أسعار الاشتراك الى ما دون 30 دولاراً متوسط السعر المعمول به، مع توقع انخفاض الرسوم الجمركية على الاجهزة والتوابع والطرفيات وتوسيع العمل بنظام الخط الخاص الرقمي الذي يسمح بشحن 64 كيلوبايت في الثانية تتيح جلب المعطيات بما فيها الصور الثابتة والمتحركة في سرعة أكبر. وتسعى الحكومة المغربية الجديدة الى ان يكون الصحافيون في مقدم مستخدمي انترنت لاقناع أطراف أخرى مترددة بالانضمام.. وسيتوافر للصحافيين الحصول مجاناً على صندوق بريد اليكتروني في موقع وزارة الاتصال لاستقبال المراسلات والخطابات من داخل المغرب وخارجه. كما بات في امكان الصحف والمطبوعات المختلفة استقبال الصور الرقمية للنشاطات الرسمية من دون حاجة الى ساعي البريد. وسيتمكن الصحافيون من اجراء حوارات ومقابلات مع الحكومة وجهاز الدولة عبر البريد الاليكتروني أو نظام التخاطب الرقمي والدخول الى أرشيفات المؤسسات والاطلاع على التقارير والأخبار والملفات التي تتضمنها مواقع الادارات والشركات المختلفة. وأعرب المساري عن اعتقاده بأن انترنت يجب ان تكون قضية يتبناها الصحافيون ويدافعون عنها "فهي رديف للحرية والديموقراطية والتقدم العلمي والتكنولوجي، لا يحول دون استعمالها في المغرب سوى سعر الجهاز والموديم وسعر الاشتراك، وهو أمر متوافر في الصحف ولدى بعض الصحافيين". وقارن بين حرية الاعلام في أي بلد وحجم استخدام انترنت ومجالاتها. لكن بعض الزملاء لا يشاركون الوزير هذا الرأي، ويعتقدون ان القلم أصدق أنباء من انترنت. لذلك كان الخطاب موجهاً للجيل الجديد من الخريجين الذين لا تقف التكنولوجيا أو اللغة حاجزاً بينهم وبين القرن الواحد والعشرين. ودعاهم الى انشاء مواقع خاصة بهم تعزز الموجود في الشبكة المحلية التي تراوح بين السياسة والاقتصاد والرياضة والشعر والطبخ والأزياء وصولاً الى التداوي بالأعشاب أو قراءة الفناجين أو البحث عن عمل أو شريك العمر. وأفاد المساري ان عدد مستخدمي انترنت في المغرب يقدر بنحو 18 الفاً منهم ستة آلاف مشترك خاص ونحو 12 الفاً من رواد مقاهي الانترنت. وهو رقم لا يعكس الامكانات المتاحة ومجالات الحرية التي تتيحها الشبكة والقوانين المغربية. كما ان حضور الشركات والادارات ضعيف مقارنة بالامكانات. ويوجد موقعان لحزبين في الشبكة هما الاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري، مقابل عشرات الجمعيات ذات النفع العام. وهناك صحيفة مغربية واحدة بالعربية "الأنباء" الرسمية في مقابل نحو عشر صحف فرنسية متخصصة في الاقتصاد وواحدة انكليزية. ويبقى التساؤل وارداً حول ما اذا كانت الصحافة والصحافيون العاملون بالعربية أقل قدرة على مجارة التكنولوجيا من زملائهم الفرنكوفونيين والانكلوفونيين، وهل الأمر يتعلق بعقلية أو موارد طالما ان الجهات الرسمية تطالب بذلك؟ الجواب عن هذا السؤال يحتاج الى مناظرة ثانية كتلك التي نظمها المغرب عام 1993 ويحرص على الاحتفال بذكراها كل سنة. لكن الشبكة المحلية غنية بالمعلومات عن المغرب وتشمل التاريخ والجغرافيا والأماكن السياحية والأخبار الرسمية وهياكل الدولة وعناوين أهم المؤسسات والجامعات والسفارات والمتاحف ومراكز البحث والتوقعات، الى أخبار الموضة وقصص الأطفال والبحار والمحيطات والحيوانات الأليفة وغير الأليفة، باستثناء الصحافة العربية المحلية اذ تكاد تكون منعدمة ومن دون عناوين اليكترونية، وكأنها تخاف حلول القرن الواحد والعشرين حيث التكنولوجيا أصدق أنباء من القلم.