عقد في لندن امس اجتماع وزاري خليجي - أوروبي تناول العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي والوضع في العراق وتفعيل الدور الاوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط. وسيدرس الطرفان في اجتماع يعقد في حزيران يونيو المقبل مسائل اقتصادية اهمها مشروع اقامة منطقة للتجارة الحرة. ومثّل مجلس التعاون في اللقاء السنوي أمس وزراء الخارجية الستة في دول المجلس، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والشيخ صُباح الاحمد وزير خارجية الكويت التي ترأس مجلس التعاون حالياً، والشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وزير خارجية البحرين والسيد يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية والسيد راشد عبدالله النعيمي وزير خارجية الامارات، والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير خارجية قطر. وشارك في الاجتماع ايضاً السيد جميل الحجيلان الامين العام لمجلس التعاون. ورأس الجانب الأوروبي روبن كوك وزير خارجية بريطانيا ترأس الاتحاد الاوروبي وحضر العضوان الآخران في "الترويكا" الاوروبية، النمسا ممثلة بالدكتورة بينيتا فيريرو - فالدنر ولوكسمبورغ التي مثلها روجر لينستر الأمين العام لوزارة الخارجية. وحضر المحادثات أيضاً مانويل مارين نائب رئيس المفوضية الاوروبية. وقال كوك في كلمة القاها في بداية الاجتماع ان احدى اهم اولويات الاتحاد تعزيز الحوار السياسي مع "شركائنا في الخليج". وأضاف: "لمنطقتينا سجل طويل وحافل بالشراكة السياسية ولدينا مصالح مشتركة كثيرة واظهرنا خلال حرب الخليج مثلاً استعدادنا للوقوف الى جانب اصدقائنا". وزاد ان "الازمات الاقليمية الاخيرة اكدت اهمية الحاجة الى حوار وثيق، إذ ان استقرار منطقة الخليج ورخاءها حيويان بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي وعلينا ان نعمل معاً لتعزيز الامن الاقليمي". ورأى ان الوضع في العراق لا يزال يشكل "قلقاً" و"أظهرت التجربة المريرة ان الرئيس صدام حسين سيستخدم اي اسلحة يمكن ان تقع في يده، والاتحاد الاوروبي ومجلس التعاون متحدان في الاصرار على استجابة العراق كل الالتزامات التي ارستها الاممالمتحدة". واستدرك ان من المهم في المقابل التعامل مع حاجات الشعب العراقي "فهؤلاء هم الضحايا الابرياء لتعنت صدام حسين، وعلينا العمل معاً لتخفيف معاناتهم". واعتبر كوك ان "هناك اكثر من مركز واحد للقوى في ايران ولم نرَ بعد الدليل على انها تخلت عن خططها لتطوير أسلحة الدمار الشامل، أو توقفت عن دعم المنظمات الارهابية او اسقطت الفتوى الخاصة بالمؤلف سلمان رشدي". ونبه الى وجود مصلحة مشتركة مع دول مجلس التعاون في "تحقيق تقدم في مسيرة السلام في الشرق الاوسط، ونعرف انكم تشاركوننا القلق من الجمود الحالي". وختم الوزير: "وضعنا اهدافاً طموحة لحوارنا اليوم واتفقنا على جدول عمل مكثف، وآمل بأن يتطور هذا الحوار الى شراكة استراتيجية". وكان وزراء الخارجية الخليجيون عقدوا في السفارة الكويتية في لندن أول من أمس اجتماعاً تمهيدياً درسوا خلاله جدول اعمال اللقاء مع "الترويكا" الاوروبية. واستقبل كوك امس قبل الاجتماع الخليجي - الاوروبي كلاً من الأمير سعود الفيصل والشيخ صباح الاحمد. وقال احد الوزراء الخليجيين امس ان اهم ما يميز الاجتماع تركيزه على الشؤون السياسية دون غيرها، ثم الوقت الطويل لمناقشة المسائل التي تهم منطقة الخليج، اذ استمر الاجتماع الذي تخلله غداء، من الثانية عشرة تقريباً الى الرابعة بعد الظهر.