أعلن الأمين العام لمنظمة الدول الناطقة كلياً او جزئياً بالفرنسية بطرس غالي وقوفه والمنظمة الى جانب لبنان لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 وسائر القرارات الدولية. جاء كلامه في افتتاح الجمعية العمومية الثانية عشرة لرابطة الجامعات الفرنكوفونية اوبلف وجامعة شبكات التواصل الفرنسية اوريف في قصر يونيسكو في بيروت امس، وقد رعاه وحضره رئىس الجمهورية الياس الهراوي الذي منح غالي ارفع وسام لبناني تقديراً لمواقفه "ووفاء له" بعد التقرير الذي أعدته الأممالمتحدة عندما كان يتولى امانتها العامة عن مجزرة قانا عام 1996. شارك في المؤتمر الذي يستمر اربعة ايام الى الهراوي وغالي، رئىسة الدورة الحالية للفرنكوفونية نائبة الرئيس الفيتنامي تهي بنه نغوين وعدد من الوزراء والنواب ورؤساء الجامعات في لبنان والمشاركين العرب والأجانب. وتحدث في الافتتاح رئىس الجامعة اللبنانية اسعد دياب ورئيس "اوبلف - اوريف" ميشال غيرفيه والسيدة نغوين، ثم الدكتور غالي الذي اعرب عن سروره "لاستعادة لبنان هدوءه وسلامه وازدهاره". وأكد "ان الفرنكوفونية هي في خدمة السلام والتقارب بين الشعوب". وأعلن "العمل على استمرار العولمة والتسامح والحوار واحترام التمايزات"، مشيراً الى "ان هذه هي رسالة الفرنكوفونية التي يسلمنا اياه لبنان اليوم مجدداً ونود التذكير بها في بيروت تحية للعالم العربي والعالم الفرنكوفوني". وشدد على وقوفه ومنظمة الفرنكوفونية "الى جانب لبنان لتنفيذ القرار الدولي الرقم 425 وسائر القرارات الدولية". الهراوي وختم الافتتاح بكلمة الرئيس الهراوي الذي اعتبر ان انعقاد المؤتمر في بيروت "شهادة وفاء للبنان ودعم لمسيرة البناء والنهوض التي نشقّها على رغم الأعباء الموروثة من المحنة المغرضة والمفروضة التي دارت على ارضنا سبعة عشر عاماً، وعلى رغم الأوزار التي خلّفها الاحتلال منذ عشرين عاماً". وأضاف "ان من علامات الوفاء والتقدير قراركم بأن تنعقد هنا في العام 2001 القمة التاسعة للفرنكوفونية والتي ستكون قمتكم الأولى في الألف الثالث". ودعا الهراوي الى "التعاون بين الدول الأعضاء لاحترام تعدد الثقافات الوطنية"، متطلعاً الى "مواجهة التحديات المعاصرة وفي مقدمها العولمة المتسارعة". وأيّد الانفتاح الحر وإقامة توازن بين الحرية الذاتية وقيم المشاركة، معارضاً الانغلاق وقولبة العالم في نموذج واحد. وقال "ان التربية والتعليم يشكلان مدخلاً للحداثة وللعصرنة التكنولوجية وتجديد الفكر والعمل". وطالب بالتركيز على "دور الابحاث العلمية وبنوك المعلومات ووسائل الاتصال والاعلام". وأمل ان تكون العلاقات القائمة بين الدول الفرنكوفونية "قدوة للاحتذاء ونموذجاً لما يجب ان تكون عليه الروابط بين الدول، لجهة التعاضد والتكامل، لا روابط السيطرة والتسلط". وشدد على "بناء حضارة الحق والعدل والسلام"، معتبراً "ان اهمية الثقافة تكمن في مدى قدرتها على توفير الاجواء الكافية للانتظام تحت لواء القانون والتقدم والسلام العالمي". وختم "اذا تمكن المؤتمر في بيروت من ان يحمل الى العالم رسالة الحوار والتفاعل والتآخي، يكون حقق احدى اغلى رسالاته". الوسام ثم منح الرئيس الهراوي الدكتور غالي وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر، وقال "اليوم انت امين عام للمنظمة الفرنكوفونية، وبالأمس كنت اميناً عاماً لمنظمة الاممالمتحدة. لا اجد اعزّ من هذا اللقاء وأنت بيننا لأعبّر عن وفاء لبنان لك، بين المصلحة الشخصية ولو على حساب المسؤولية، ومصلحة اعلى منظمة دولية كما يجب ان تكون، اخترت الانتصار للمبادئ التي قامت من اجلها الاممالمتحدة فرفضتَ التضحية بالضحية، وحملت ضمير الدماء البريئة، حملت صراخ الاطفال والنساء وكل الذين وثقوا بالأممالمتحدة وقواتها كي لا يسقط العالم في قبضة الجلادين. بقيت اميناً لمسؤولياتك بمقدار ايمانك بالسلام العالمي".