أكدت مصادر الرئاسة اللبنانية امس ان "لا خلاف بين رئيس الجمهورية الياس الهراوي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري اللذين لم يلتقيا امس في قصر بعبدا في اطار اللقاء الاسبوعي بينهما. وأوضحت انهما سيجتمعان ليلاً في كازينو لبنان حيث يشاركان في حضور افتتاح مسرحية بعنوان "آخر أيام سقراط" لمنصور الرحباني. ونقل النائب شاكر أبو سليمان عن الرئيس الهراوي "اقتناعه بمشروع الزواج المدني خصوصاً انه اختياري وغير ملزم لا للمسيحيين ولا للمسلمين". ودعا الى "درس المشروع في هدوء والاخذ بالكثير من الاعتبارات". ونفى أي تعديل أو تبديل حكومي "في الوقت الحاضر لأن الظرف غير ملائم". من جهة أخرى، أكدت مصادر ديبلوماسية في وزارة الخارجية اللبنانية ان وزير خارجية العراق محمد سعيد الصحاف سيصل الى بيروت "في غضون الساعات الثماني والأربعين المقبلة حاملاً رسالة من الرئىس العراقي صدام حسين الى نظيره اللبناني الياس الهراوي، على ان يلتقي ايضاً رئىس المجلس النيابي نبيه بري ورئىس الحكومة رفيق الحريري، ويجري محادثات مع وزير الخارجية فارس بويز تتعلق بالأزمة العراقية". ورجحت المصادر ابقاء موعد وصول الصحاف الى بيروت طي الكتمان لاعتبارات امنية خصوصاً ان العلاقات الديبلوماسية بين البلدين مقطوعة منذ العام 1994 على اثر اتهام ديبلوماسيين في السفارة العراقية باغتيال المعارض العراقي طالب سهيل التميمي في بيروت. ومساء نقل نواب زاروا القصر الجمهوري عن الرئيس الهراوي تأكيده انه سيعرض اقتراحه الخاص بقانون الزواج المدني الذي وزعه على الوزراء، على مجلس الوزراء فإن حاز غالبية الثلثين يحال مشروع قانون على المجلس النيابي والا فإن الموضوع سيطرح في المجلس النيابي في شكل اقتراح قانون بالمشروع المطروح خصوصاً انه اختياري وليس ملزماً لا للمسلمين ولا للمسيحيين. ونقل النواب عن الهراوي ايضاً استغرابه ردود الفعل الرافضة، وملاحظته ان معظم الشعب اللبناني "يؤيد المشروع. ولو تم اجراء استفتاء شعبي لأظهرت النتائج ان 80 في المئة من اللبنانيين يؤيدون الزواج المدني الاختياري". وقال عدد من النواب الذين التقوا الهراوي بعد الظهر انه "يستبعد ان يتأثر اجراء الانتخابات البلدية في أيار مايو المقبل بالتطورات الاقليمية والدولية وإن كانت متسارعة ومقلقة على جبهة العراق". وأضافوا انه أكد ان زيارة الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان لبيروت التي كانت مقررة السبت "تأجلت لكنها لم تلغ. وان لبنان كان ينتظر الاطلاع على جديد ما في شأن قرار مجلس الامن الرقم 425، في هذه الزيارة". ونسب النواب الى الهراوي ان "موقف لبنان ثابت حيال التمسك بالانسحاب الاسرائيلي من الجنوب من دون قيد او شرط اي من دون شرط توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل التزاماً منا حيال تلازم المسارين اللبناني والسوري". وقال النائب قبلان عيسى الخوري بعد لقائه الهراوي انه يرى، استناداً الى ما سمعه من النواب، ان "على اللبنانيين ان يتحدوا ويتضامنوا في هذه المرحلة، ويوجهوا نداء الى الرئيس العراقي صدام حسين حتى يلتزم القرارات الدولية كلها". وأوضح انه اكد للرئيس الهراوي ان "اي عمل عسكري يسبب اضطراباً في المنطقة ويريح اسرائيل. وسيكون لبنان وسورية اول المتضررين". وقال النائب قبلان عيسى الخوري بعد لقائه مع الهراوي انه يرى، استناداً الى ما سمعه من النواب، ان "على اللبنانيين ان يتحدوا ويتضامنوا في هذه المرحلة، ويوجهوا نداء الى الرئيس العراقي صدام حسين حتى يلتزم القرارات الدولية كلها". وأوضح انه اكد للرئيس الهراوي ان "اي عمل عسكري يسبب اضطراباً في المنطقة ويريح اسرائيل. وسيكون لبنان وسورية اول المتضررين".