أعلنت الشرطة الأفغانية مقتل 54 شخصاً وجرح 40 إثر تجدد الاشتباكات بين فصائل متناحرة من حركة «طالبان» بمنطقة شنداد قرب مدينة هيرات (غرب)، ما يؤكد تشرذم الحركة منذ إعلان نبأ وفاة مؤسسها الملا محمد عمر في تموز (يوليو) الماضي. كما اقتحم مسلحون مبنى مطار مدينة قندهار حيث دار قتال. يأتي ذلك وسط ارتباك حول مصير الملا أختر منصور التي أفادت تقارير بأنه أصيب بجروح بالغة في تبادل للنار مع قادة آخرين من الحركة، لكن تسجيلاً صوتياً منسوباً إليه دحض هذه التقارير. وبدأ في العاصمة الباكستانية إسلام آباد أمس، مؤتمر «قلب آسيا» لدعم أفغانستان بدعوة حكمت خليل كارزاي، نائب وزير الخارجية الأفغاني، إلى رد موحد على خطر التشدد الذي يهدد العالم. وانعقد المؤتمر السنوي لدول آسيا ودول أخرى بعد أشهر على إجراء الحكومة الأفغانية أول محادثات مع حركة «طالبان» في تموز (يوليو) الماضي، والتي لم تسفر عن نتيجة حاسمة. وقال كارزاي: «موجة النشاطات الإرهابية وبينها لداعش في أجزاء مختلفة من المنطقة والعالم تذكرنا مجدداً بخطورة التهديد الذي يواجه البشرية اليوم، وأهمية تشكيل موقف موحد ضد هذه الظاهرة الشريرة». وسيركز المؤتمر الذي يستمر يومين على اتفاقات الطاقة والبنية التحتية والاستثمار لتأكيد دعم أفغانستان، لكن خطر تمرد «طالبان» المتصاعد سيُخيم على المحادثات مع تضاؤل الأمل في استئناف محادثات السلام قريباً. لكن مشاركة الرئيس الأفغاني أشرف غني في المؤتمر اليوم، قد تشير إلى تجدد جهود تقليل التوتر بين بلاده وباكستان، تمهيداً لاستئناف عملية السلام الأفغانية. إلى ذلك، زارت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لين أفغانستان، والتقت جنود بلادها المتمركزين في مدينة مزار شريف (شمال)، وتفقدت أيضاً الفرقة 209 من الجيش الوطني الأفغاني التي تدربها القوات الألمانية. وقررت الحكومة الألمانية الشهر الماضي إرسال 130 جندياً إضافياً إلى أفغانستان بهدف دعم القوات الحكومية التي تواجه صعوبات في التصدي لتمرد «طالبان».