بغداد، دبي - أ ف ب - اعتبرت بغداد ان المشروع الذي طرحته روسيا في مجلس الأمن لإغلاق الملف النووي العراقي ليس كافياً، مطالبة برفع الحظر الدولي. وصعّدت حملتها على واشنطن وريتشارد بتلر رئيس اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع الأسلحة العراقية المحظورة أونسكوم، وحضت على إقصائه لأنه "أسوأ من جاسوس"، مجددة تصميم العراق على كسر الحظر اذا لم يرفع هذه السنة. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" امس عن وزير الثقافة والاعلام العراقي همام عبدالخالق عبدالغفور ان "المشروع الروسي لا يحقق ما ينتظره العراق ولا جوهر ما انصبت عليه محادثات بغداد بين المسؤولين هنا والسيد كوفي انان" الأمين العام للامم المتحدة. وأضاف ان المشروع الروسي "يعالج حالة جزئية لا تمثل استحقاق الحد الأدنى ولا تفضي الى جوهر الحد الأدنى لما اتفق عليه، ولجوهر ما ينتظره العراق". وأوضح ان العراق ينتظر ان تنصب مناقشات مجلس الأمن اليوم على رفع الحظر الدولي. تهديد وتضمنت تصريحات الوزير العراقي تهديداً ضمنياً وتحذيراً من احتمال تجدد التوتر في العلاقات بين العراق والأمم المتحدة، إذا تم الاكتفاء بإقرار المشروع الروسي. وقال عبدالغفور: "ان مجرد إقرار المشروع الروسي من قبل مجلس الأمن لن يوقف ارادة العراق لتفعل فعلها في اتجاه حقها المشروع، وعلى العالم والمنصفين إذا أرادوا للعلاقة بين العراق والمجلس واللجنة الخاصة ان تستقر على قاعدة من الانصاف، أن يتعاملوا مع موضوع الحصار تعاملاً جدياً فوراً وأن يأخذوا البيانات الصادرة عن مجلس قيادة الثورة وقيادة قطرالعراق وعن مجلس الوزراء بجدية". في غضون ذلك، جددت صحيفة عراقية رسمية التحذير من انه اذا تقرر تمديد الحظر "على عدونا ان يدفع ثمناً باهظاً". وكتبت صحيفة "القادسية" ان "العراق ماضٍ في جهاده في سبيل الرفع الفوري والشامل للحصار"، مكررة ما جاء في البيان الذي أصدرته القيادة العراقية في 16 نيسان ابريل الجاري من انه "ليس أمام العراق الا ان يشعر عدونا ان عليه ان يدفع ثمناً باهظاً اذا قرر ان يبقي الحصار". يذكر ان البيان شدد على رفع الحظر بدءاً بتنفيذ الفقرة 22 من القرار 687، أي رفع الحظر النفطي في شكل كامل. وحملت "القادسية" وصحيفتا "الثورة" و"بابل" على رئيس اللجنة الخاصة الذي كان أبلغ مجلس الأمن عدم تحقيق تقدم في مهمات اللجنة خلال الشهور الستة الأخيرة. وفي مقال بعنوان "اسوأ من جاسوس" طالبت "الثورة" الأمانة العامة للامم المتحدة بإقصاء بتلر لأنه "غير موضوعي وغير نزيه وخان وظيفته وخرج عن معاييرها القانونية والاخلاقية. ان الدور الذي يقوم به في خدمة السياسة الاميركية المعادية للعراق اسوأ من الدور الذي يقوم به أي جاسوس. فإذا كان الجاسوس العادي ينقل المعلومات والوثائق الى الجهة التي يرتبط بها ويترك لها التصرف فإن بتلر لا يكتفي بذلك بل يزيد عليه". وجددت "بابل" وصف بتلر بأنه "كلب مسعور" و"ذيل رخيص"، وحملت بعنف على التقرير الذي قدمه الى مجلس الأمن، معتبرة انه يخالف ما أظهرته نتائج عمليات التفتيش التي "عرّت عمالة بتلر وكشفت خيانته للأمانة الدولية ودور عناصر اللجنة الخاصة من الأميركان والانغلوساكسون في ادارة لعبة اطالة الحصار عمداً". وكان الرئيس صدام حسين ندد أول من أمس بپ"الامبريالية الاميركية" التي حمّلها مسؤولية ابقاء الحظر، وأكد ان "الشعب العراقي سيقاوم". وبثت وكالة الانباء العراقية ان صدام ذكر في رسالة الى المؤتمر الدولي الثالث في شأن الحظر، المنعقد في اثينا ان "العراقيين سيقاومون بكل الوسائل المشروعة الظلم الذي يتسبب فيه الحظر والذي تسعى الامبريالية الاميركية الى إبقائه". وندد بپ"الأكاذيب والأعذار التي تبحث عنها الولاياتالمتحدة لإبقاء الحصار".