بغداد - أ ف ب، رويترز - واصل العراق امس الاحتفال بالاتفاق مع الاممالمتحدة على عمليات التفتيش عن اسلحة الدمار الشامل، معتبراً انه يشكل نصراً على الولاياتالمتحدة وخطوة كبيرة تقربه من موعد رفع العقوبات. فيما اعتبر ديبلوماسيون في بغداد ان ريتشارد بتلر رئيس اللجنة الدولية لإزالة هذه الاسلحة هو الخاسر الاكبر من الاتفاق. وقالت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي: "ابتهج المنصفون في العالم أجمع بالاتفاق"، مشيرة الى "روسيا ورئيسها يلتسن وفرنسا والصين وغالبية الدول العربية"، مؤكدة ان الولاياتالمتحدة "صفعت على وجهها بالنصر العراقي المبين الذي توج بتوقيع الاتفاق". وواصل التلفزيون العراقي بث الاغاني والرقصات الوطنية فيما جرت تظاهرات فرح في مختلف المدن العراقية للاحتفال "بالنصر الذي حققه العراقيون بقيادة الرئيس صدام حسين على قوى الشر والعدوان التي ارادت بالعراق الشر والسوء" كما قالت الصحف. واعتبرت صحيفة "الثورة" ان الاتفاق يمثل "فوزاً عظيماً لإرادة الحق والخير والسلام في العالم كله على إرادة الشر والباطل والعدوان". وافاد مراسل "فرانس برس" ان الحياة اليومية في العاصمة العراقية عادت الى طبيعتها. فيما بدأ الصحافيون الاجانب وفرق شبكات التلفزيون العالمية مغادرة بغداد التي استقبلت اكثر من 250 منهم اثناء احتدام الازمة. وتحدث نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى التلفزيون العراقي ليلة امس ليعرض للرأي العام ان الاتفاق حقق للعراق "مكاسب مهمة" كفيلة بالتوصل الى رفع العقوبات. الى ذلك اكد ناطق عراقي ان قرار كلينتون الابقاء على القوات الاميركية في الخليج "يثبت النيات العدوانية الاميركية التي لا تقف عند حدود تهديد شعب العراق ومصالحه وأمنه بل الامن والسلام والاستقرار في منطقة الخليج وسيادة البلدان العربية والاسلامية". في مقابل ذلك اعتبر ديبلوماسيون في بغداد ان رئيس اللجنة الدولية لإزالة الاسلحة هو الخاسر الاكبر من الاتفاق بين العراق والامين العام للامم المتحدة كوفي انان. واوضحت هذه المصادر ان باتلر لم يعد، وفق الاتفاق، مؤهلاً لتقديم التقارير بشأن نتائج التفتيش في القصور الرئاسية مباشرة الى مجلس الامن، وانما يسلم نتائج اعمال اللجنة التي ستضم الى جانب الخبراء ديبلوماسيين كباراً الى انان الذي يرفعها بدوره الى مجلس الامن. وكان انان اعلن الاثنين الماضي ان باتلر، الذي انتقدته الصحف العراقية في شدة، قد يعود الى بغداد في 2 آذار مارس، معترفاً بوجود توتر بين باتلر والقيادة العراقية. وتوقع بعض الديبلوماسيين ان يؤجل باتلر موعد عودته الى العاصمة العراقية. وقال احدهم: "الثاني من آذار موعد مبكر جداً"، لافتاً الى ان تصريحات باتلر في كانون الثاني يناير الماضي عن قدرة بغداد على "تدمير تل ابيب" بما تملكه من اسلحة غير تقليدية أثار غضب العالم العربي. ولفت ديبلوماسي آخر الى ان الامين العام للامم المتحدة "وبّخ" باتلر على هذه التصريحات. واضاف: "عليه باتلر ان لا يدلي بتصريحات سياسية فهو تقني".