بدا أمس ان الازمة الحكومية في اليمن انتهت بعودة رئيس الوزراء الدكتور فرج بن غانم الى صنعاء عن طريق فرانكفورت في ساعة متقدمة مساء أول من أمس بعد رحلة علاجية سبقتها مطالبته باجراء تعديل في الحكومة يشمل عدداً من الحقائب الوزارية وأنباء عن تقديمه استقالة معللة الى الرئيس علي عبدالله صالح وغيابه عن اجتماع الحكومة قبل سفره. وتوقعت مصادر في مقر رئاسة الوزراء اليمنية ان يبدأ بن غانم مزاولة مهماته اليوم اذ لم يحضر امس الى مكتبه في مقر الحكومة واستقبل في منزله الوزراء الذين جاؤوا لتهنئته. وأضافت ان عودة بن غانم تأتي في اطار الشروط التي كان طرحها في مقابل عدوله عن الاستقالة والعودة الى صنعاء لمزاولة مهماته. وقالت المصادر نفسها ان بن غانم تلقى وعداً من الرئيس علي عبدالله صالح بدعم الحكومة لانجاح برنامجها الاقتصادي. وفي هذا السياق لم تستبعد مصادر قريبة من الحكومة اليمنية ان يستقبل الرئيس اليمني رئيس الحكومة اليوم ويبحث معه في مستقبل العمل الحكومي بعد عودته بما في ذلك مسألة التعديل الحكومي المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة. ولوحظ ان رئيس الحكومة اليمنية عاد الى صنعاء عن طريق فرانكفورت وكان بين ركاب الدرجة الاقتصادية. من جهة اخرى، أفادت مصادر مطلعة ان نائب رئيس الوزراء اليمني وزير الخارجية الدكتور عبدالكريم الارياني رأس امس اجتماعاً ضم وزراء عدة في شأن تنفيذ توجيهات الرئيس اليمني بخصوص جزيرة سقطرى احدى اهم الجزر اليمنية وأكبرها. وناقش الاجتماع في حضور وزراء المال والعمل والنقل ونائب وزير الداخلية الامور التي تهم الجزيرة وبخاصة الجانب الاستثماري والخدمات والسبل الكفيلة الحفاظ علىها بيئياً محمية طبيعية. وكانت انباء صحافية تحدثت عن اعطاء اليمن دولاً أخرى تسهيلات عسكرية في الجزيرة، الا ان مصادر امنية نفت ذلك فيما طالب مجلس شورى التجمع اليمني للاصلاح امانته العامة والهيئة العليا للحزب اكبر احزاب المعارضة بالتحقق من تلك الانباء "سواء في سقطرى او الجزر الاخرى". على صعيد آخر، طلبت السفارة البريطانية في صنعاء من وزارة الداخلية اليمنية عدم استخدام القوة في تحرير الرهائن البريطانيين الذين تحتجزهم مجموعة مسلحة من قبيلة بني ضبيان منذ تسعة أيام وذلك حرصاً على حياتهم. وكان تردد امس ان السلطات اليمنية قررت استخدام القوة لاجبار الخاطفين على اطلاق البريطانيين الثلاثة بعد فشل جهود الوساطة التي يقودها محافظ صنعاء السيد ناجي عبدالله الصوفي. وكان ديفيد ميتشل مدير المركز الثقافي البريطاني في عدن 48 عاماً خطف مع زوجته كارولين وابنه بن 14 عاماً في منطقة معبر في محافظة ذمار بينما كان الثلاثة في طريقهم الى صنعاء لمغادرة اليمن الى بريطانيا. الى ذلك، ارتفع عدد ضحايا الانفجار الذي وقع في مسجد الخير في صنعاء عقب صلاة الجمعة اول من أمس الى ثلاثة اشخاص بعد وفاة احد المصابين. وأعلن التجمع اليمني للاصلاح في بيان وزع امس ادانته للحادث واعتبر انه "ينذر بدخول الاختلالات الامنية مرحلة جديدة تهدد حياة المصلين في المساجد وتستهدف مزيداً من الزعزعة للأمن والاستقرار والاساءة الى المجتمع اليمني". إلى ذلك أ ف ب، ذكر مصدر ديبلوماسي بريطاني في صنعاء أن الحكومة البريطانية اعربت أمس للحكومة اليمنية عن "قلقها العميق" بشأن خطف قبيلة يمنية لثلاثة بريطانيين. وقال ديفيد بيرس القنصل البريطاني في صنعاء إن السفير البريطاني فيكتور هندرسون أعرب لنائب الرئيس اليمني الفريق عبدربه منصور هادي عن "قلق حكومته العميق" خلال لقاء عقد صباحاً في صنعاء. وأكد هندرسون في اللقاء أنه "من الضروري اعلام السفارة البريطانية بتطور المفاوضات" مع الخاطفين حسب تأكيد بيرس. وقالت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان نائب الرئيس وهندرسون بحثا خلال لقاء حضره بيرس في "العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي والاستثمارات". وكان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك طلب الثلثاء الماضي من صنعاء التدخل للافراج عن الرهائن. وذكرت مصادر قبلية أمس لوكالة "فرانس برس" أنه كان سيفرج ليل الجمعة - السبت عن الرهائن الثلاث، لكن خلافات بين الخاطفين حالت دون ذلك. يذكر ان الرهائن الثلاث محتجزون في منطقة ذمار الجبلية على بعد 160 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء. وقال ديبلوماسي بريطاني الاربعاء إن "مطالب الخاطفين لم تعرف بعد بالتحديد، لكنهم يطالبون على ما يبدو بشق طرق وبمد الكهرباء وبناء مدارس". مؤكداً أنهم "بصحة جيدة".