بدأت معركة "مايكروسوف كورب" المريرة مع وزارة العدل الأميركية تلحق ضرراً بسمعة ماركة الشركة بالنسبة الى الشركات والأفراد، على حد ما تشير إليه أبحاث مؤسسة ترصد مدى التعرف على ماركات الشركات التكنولوجية المسجلة. وتجمِّع المؤسسة المسمّاة "تكتل انك" معلومات يعم استخدامها تقريباً قطاع التكنولوجيا الراقية المتطورة كله لتقويم فعالية التسويق وإدارة الطلب على المنتجات. ووجدت أبحاث هذه المؤسسة ان الآراء السلبية المرتبطة بمايكروسوفت ازدادت الى حد يسهل قياسه بين الأشخاص ال 900 الذين يجيبون عادة ودورياً على أسئلة تطرحها "تكتل انك" كل أربعة أشهر. ويتم اختيار هؤلاء الأشخاص على أساس انهم يمثلون عدداً كبيراً من الشركات المختلفة الاحجام والشركات المستخدمة للأجهزة والمستهلكين العاديين. وكشفت الأبحاث ان سمعة ماركة مايكروسوفت المسجلة بدأت بالتراجع بين الأشخاص التسعمئة الذين ترصد "تكتل" آراءهم من مقرها في مدينة "امريفيل" في ولاية كاليفورنيا. نقلة نوعية وقال بيتر سيلي، الأستاذ الملازم في كلية هاس للعلوم التجارية في جامعة كاليفورنيا في باركلي، والمستشار في شؤون التسويق، عندما أُعلِمَ بنتائج أبحاث "تكتل": "لقد حدثت نقلة نوعية تشكل معلماً فاصلاً في النظرة العامة الى مايكروسوفت. ويكمن الخطر في ان الناس قد يبدأون تجنب شراء منتجات هذه الشركة". وتشير نتائج دراسة "تكتل"، التي درست الماركات المسجلة لعدد كبير من الشركات وردود فعل الناس عليها منذ 1992، الى ان الآراء الايجابية التي يعرب عنها مستخدمو منتجات مايكروسوفت في الشركات تراجعت بنسبة عشرة في المئة تقريباً في خلال 1997، ما شكل أول تراجع من نوعه بالنسبة الى مايكروسوفت منذ بدأت الدراسة. وبنهاية العام الماضي، لم يعرب عن رأي ايجابي، بين مستخدمي منتجات مايكروسوفت، العاملين في الشركات والمشاركين في مجموعة التسعمئة، إلا 70 في المئة منهم حيال ماركة الشركة المسجلة. أما الآراء الايجابية التي أعرب عنها المستهلكون العاديون فقد تراجعت خمسة في المئة في خلال الربع الأخير من 1997 فقط ما جعل نسبة المستهلكين "الايجابيين" في مجموعة التسعمئة تبلغ 67 في المئة فقط. والمعلوم ان الربع الأخير من العام الماضي شهد دخول مايكروسوفت في فترة متواصلة من الجدال بعدما أقامت وزارة العدل الأميركية دعوى مستندة الى قانون مكافحة الاحتكار بحق ممارسات مايكروسوفت التسويقية التي تمثلت في برنامج "اكسبلورر" الذي يجوب شبكة انترنت. رأي ايجابي وتقيس "تكتل" الرأي الايجابي متميزاً تماماً عن الرأي السلبي لتحصي الذين لا يعربون عن أي شعور معين حيال ماركة مسجلة خاصة بشركة من الشركات. وفي ما يتعلق بمايكروسوفت، ازداد عدد أعضاء مجموعة التسعمئة الذين أعربوا صراحة عن رأي سلبي بالشركة ضعفين بين المستهلكين العام الماضي ما جعل عددهم يزداد الى ثمانية في المئة من المجموعة كلها. أما بين العاملين في الشركات فقد ازدادت الآراء السلبية الى 19.4 في المئة من المشاركين في المجموعة بعدما كانت النسبة 11.5 في المئة في بدء العام الماضي. ولن تنشر نتائج دراسة الربع المنتهي في 31 آذار مارس الماضي إلا نهاية الشهر الجاري. ويقول مايكل كيلي، رئيس شركة "تكتل" ان نتائج الدراسات غالباً ما تكون "مبشراً" مفيداً بتبدلات في أداء أسهم شركة من الشركات، وبعوائد هذه الأسهم. لكن أسهم شركة مايكروسوفت لم تتضرر حتى الآن من نتائج دراسة وضع ماركتها المسجلة فسعر السهم الواحد من أسهم الشركة، الذي أغلق على 93 دولاراً الجمعة، ازداد ضعفين تقريباً منذ عام. وفي الاسبوع الماضي أقدمت الشركة على خطوة غير عادية عندما أعلنت ان ايراداتها ستكون أفضل من المنتظر. والمعلوم ان كبير المشغلين في مايكروسوفت هو بوب هيربولد الذي انضم الى الشركة عام 1994 بعدما خدم طويلاً في شركة "بروكتور أند غامبل" التي تعتبر من أكبر مسوقي المنتجات في الولاياتالمتحدة. تحدي ويتحدى هيربولد، مسلحاً بنتائج دراسة قام بها هو عن شركته، ما كشفت عنه دراسة "تكتل" في مقابلة هاتفية أجريت معه الجمعة الماضي، ويقول ان شركته لم تكشف أي تراجع في سمعتها بين المستهلكين بعدما درست بامعان المعلومات التي جمعتها بنفسها عن زبائنها ومنهم في خلال الأشهر الأخيرة. لكن العاملين في "تكتل" يتمسكون بنتائج دراستهم ويقولون ان شركتهم طرحت الأسئلة نفسها في خلال عدد كبير من السنوات ولم تكشف التراجع في سمعة مايكروسوفت إلا في الدراسات الأخيرة.