النعجة "دولي" التي دخلت التاريخ باعتبارها الانتاج الأول للاستنساخ ولدت نعجة اطلق عليها اسم "بوني". وأعلن أمس "معهد روسلين" الاسكتلندي الذي قام عام 1996 استنساخ "دولي" أن الام وابنتها في حال جيدة وأن وزن "بوني" يبلغ نحو 3 كيلوغرامات. وذكر أن "بوني" ولدت الاثنين ما قبل الماضي وأن عناية أمها وحماسها في ارضاعها ساعد على زيادة وزنها أكثر من كيلوغرام خلال اسبوع واحد. وقال ناطق في المعهد أن حمل "دولي" بالطريقة الطبيعية، ووضعها نعجة معافاة يبرهن على أن الاستنساخ يمكن أن ينتج مخلوقات طبيعية. وبرر الناطق التكتم على نبأ الولادة بالرغبة في الاطمئنان الى حال الام والمولودة و"نشوء رابطة بين الاثنتين"، اضافة الى حاجة المعهد العلمي للتهيؤ الى الهجوم المتوقع من الصحافة والتلفزيون. وأحاط التكتم أيضاً اسم والد "بوني"، الذي لا يعرف عنه سوى أنه كبش جبلي من مقاطعة ويلز المجاورة لسكوتلنده. وكان المعهد رفض اعطاء أي معلومات عن قصة حملها أو موعد الوضع، ولم يسمح للصحافة برؤية النعجة، وبرر ذلك بالرغبة في حمايتها من "تطفل" الصحافيين وتدخلهم في "شؤونها الشخصية". وتظل قصة "دولي" فتحاً علمياً اذ انها لم تولد من تزاوج كبش ونعجة، بل من تخليق خلية واحدة مأخوذة من ضرع نعجة وزرعها في بويضة نعجة ثانية وزرع النطفة الناتجة عن ذلك في رحم نعجة ثالثة. ويكمن الفتح العلمي في نزع نواة البويضة التي استخدم غلافها لانتاج نطفة تحمل صفات النعجة الاولى فقط. أي أن "دولي" هي التوأم الشقيقة للنعجة الام التي اخذت منها الخلية. وهذا يعني أن النعجة الأصلية الام تعتبر في الوقت نفسه جدة وعمة المولودة الجديدة "بوني"! لكن بعض العلماء في الولاياتالمتحدة لا يزال يشكك بعملية استنساخ "دولي" التي عكست عملية تطور الخلايا وهذا يعتبر في عداد المستحيلات. فالأجنة تتكون عادة من خلايا أولية يطلق عليها اسم "خلايا الأرومة" التي تأخذ بالانقسام وانتاج خلايا متخصصة بانتاج الأعضاء المختلفة للجسم. وتنغلق "برمجة" الجينات الموجودة في نواة الخلية حال تخصص الخلية. لكن على رغم التشكيك أثارت العملية أصداء كبيرة، وأعلن عن انشاء مختبرات وعيادات لاستنساخ البشر، وانتاج مواليد جدد بمواصفات "ممتازة" وفق طلب الراغبين!