في سابقة تعد الأولى من نوعها يتوجه شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى الفاتيكان في 28 أيار مايو المقبل في زيارة تستغرق أياماً عدة يشهد خلالها وبابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني توقيع اتفاقية إنشاء لجنة "للحوار بين الأديان من أجل خير البشرية"، كآلية دائمة ومستمرة لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك من جانب المؤسستين الدينيتين. وسيبحث طنطاوي والبابا في هذه القضايا، فضلاً عن أفكار ومقترحات للتعاون بين المؤسستين في مجالات "تصحيح المفاهيم المغلوطة حول الأديان" وتبادل الزيارات وإقامة الندوات ومجالس للحوار، فضلاً عن دحض محاولات بعض التيارات إحلال الاسلام محل الشيوعية كخطر قادم على الغرب. وكان شهر أيلول سبتمبر من العام 1994 شهد قمة التنسيق بين المؤسستين خلال المؤتمر الدولي للسكان في القاهرة، إذ وحد الجانبان مواقفهما ازاء رفض إباحة الاجهاض. إلى ذلك، تلقى الرئيس حسني مبارك تقريراً من الدكتور يوسف بطرس غالي وزير الاقتصاد عن نتائج زيارته الولاياتالمتحدة التي استغرقت احد عشر يوماً ولقاءاته مع عدد من اعضاء الكونغرس والمسؤولين في الادارة الاميركية والقيادات الكنسية والتي تناولت "تفنيد الاكاذيب وحملات التضليل في مسألة اضطهاد الاقباط وفضح ارتباطها بأسباب سياسية". من ناحية أخرى عُلم أن اتصالات بين رموز وشخصيات وطنية دينية وسياسية قبطية ومسلمة تجري حالياً بهدف البحث في إمكان تنفيذ "تحرك مضاد للمزاعم الأميركية حول اضطهاد المسيحيين في مصر على المستويات الاعلامية والسياسية وباتجاه الولاياتالمتحدة ودول أوروبية". وتبحث هذه الشخصيات في آليات التحرك وشكله وإمكان تنفيذ زيارات الى عواصم غربية "لشرح الحقائق ودحض مزاعم بعض أعضاء في الكونغرس الاميركي. وقال مصدر ديبلوماسي مصري ل "الحياة" إن "هذا التحرك الطوعي سيساهم في كشف حقائق الأمور وتأكيد رفض التدخل في شؤون البلد الداخلية". وأكد مجدداً أن بلاده تتهم أعضاء في الكونغرس وبعض جماعات الضغط بالوقوف وراء هذه المزاعم وتستغرب "السعي الحثيث إلى افتعال مناخ فتنة يزكيها للأسف بعض الذين سمحوا لأنفسهم ان يُستخدموا كأدوات"، منبهاً إلى أن التقرير السنوي لوزارة الخارجية الاميركية حول أوضاع حقوق الانسان لعام 1997 "لم يتهم مصر صراحة" باضطهاد الاقباط لكنه تحدث عن "مزاعم" بعض الجهات بتعرض الاقباط في مصر "للاضطهاد والتقصير في حمايتهم من العنف".