نفى تنظيم "الجماعة الاسلامية" المصري ان يكون الأقباط هدفاً لعملياته. ووصف الحملة الأميركية في شأن أوضاع الأقباط في مصر بأنها "تهدف الى الابتزاز"، وشدد على ان موقف الجماعة من الأقباط "يأتي انطلاقاً من الدين الاسلامي الحنيف"، لافتاً الى ان التنظيم "لم يقل يوماً انه يريد صراعاً طائفياً في مصر". وبث التنظيم في موقع الجماعة على شبكة الانترنت أمس بياناً بعنوان "أميركا تلعب بورقة الأقباط" اتهم فيه الاتحاد القبطي الدولي الذي نشر اعلاناً في صحيفة "واشنطن بوست" أخيراً بأنه "أداة تحركه الأصابع الصهيونية". وأكد ان ما جاء في الاعلان "ادعاءات كاذبة". وأضاف البيان: "ان الجماعة الاسلامية خصوصاً والحركة الاسلامية في مصر عموماً لم تقل يوماً انها تريد صراعاً طائفياً في مصر أو انها تستهدف النيل من النصارى كونهم نصارى. ومرد ذلك ليس الخوف من الحكومة أو من أميركا وغيرهما بل انطلاقاً من ديننا الحنيف الذي حمى النصارى في مصر وغيرها من بلاد الاسلام على مر القرون قبل ان توجد أميركا وغيرها من امبراطوريات الشر وقبل ان تكون هناك أمم متحدة أو قانون دولي، يوم ان كانت دولة الاسلام هي القوة العظمى والوحيدة في العالم بعدما قضت على امبراطوريتي فارس والروم. ولولا عدل هذا الدين مع مخالفيه في العقيدة لما بقي لغير الاسلام اثر في بلادنا، كما فعل الكاثوليك مع المسلمين في الأندلس بعدما تمكنوا منهم". وأضاف: "عندما تقول الجماعة الاسلامية ذلك فإنها تقوله من واقع المسؤولية الاسلامية تجاه ديننا وأمتنا وشعبنا. والذين يشككون في ما نقوله بلا دليل هم المسؤولون عن الحملات الضارية التي تشنها أميركا والصهاينة حول اضطهاد الاقباط في مصر ليستخدموا هذه الورقة وورقة المعونات للابتزاز". وعرض البيان الاجراءات التي اتخذت ضد الاسلاميين في مصر منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر. وتابع: "لم نسمع يوماً ان النصارى في مصر مضطهدون ولم نشاهدهم معنا في السجون والمعتقلات ولم تنظم لهم المحاكم العسكرية ولم نسمع ان كنائسهم أممت". وزاد ان "النصارى في مصر لهم استقلالية كاملة في ادارة شؤونهم الدينية وتمويل نشاطاتهم". وتناول البيان الاعلان الذي نشر في "واشنطن بوست" ووصفه بأنه سابقة متهماً ناشريه بأنهم "أدوات تحركهم الأصابع الصهيونية". وعلق على ما جاء في الاعلان حول الشكوى من استبعاد الأقباط في مصر من المناصب العليا ورأى ان ذلك "ادعاءات كاذبة" … "فإذا كان في أميركا ملايين من المسلمين منهم الخبراء الذين بلغوا أرفع مراتب العلم فهل يحق لنا ان نسأل كم عضواً لهم في الكونغرس، وكم سفيراً لهم في الخارجية؟". واعتبر بيان الجماعة الاسلامية ان الاعلان "فضح النيات الطائفية لأصحابه"، ورأى ان مشروع القرار الخاص بالاضطهاد الديني الذي أقرته لجنة العلاقات الدولية في الكونغرس "يُعد قمة التدخل في الشؤون الداخلية لمصر"، مشيراً الى ان الأقباط المصريين أكدوا مرات انهم لم يطلبوا من أحد التدخل في شؤونهم أو التحدث باسمهم. وتحدى بيان "الجماعة الاسلامية" ان يثبت أصحاب الاعلان "وجود حالة واحدة اغتصبت فيها فتاة مسيحية بقصد اجبارها على الدخول في الاسلام" كما جاء في الاعلان، ووصف تلك المزاعم بأنها "افتراءات عجيبة". وتساءل "منذ متى يُكره الاسلام النصارى على الدخول فيه، والله تعالى يقول لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي". ورأى البيان ان "الخطة الأميركية ماضية لتحقيق اهدافها والأميركيين وغيرهم لا تنقصهم المعلومات عن وضع الأقباط في مصر بل ينقصهم حسن النية". وأضاف ان الحملات الصليبية عام 1095 التي استهدفت بيت المقدس والشام ومصر "لم تكن بهدف قتل المسلمين وحدهم". وزاد ان "الاسلام وحده هو الذي حمى المخالفين في العقيدة ممن يتنكرون له اليوم بجحود فاجر، سواء من اليهود الذين ازدهرت حالهم تحت حكم الاسلام بعدما أغلقت أوروبا الغربية الكاثوليكية أبوابها في وجوههم وأصدرت في شأنهم قوانين الحرمان ثم طردوا مرة اخرى مع المسلمين من الأندلس آخر موطئ قدم لهم في الغرب فعاشوا مع العرب في بلادهم بأمان، حتى ان يهود المغاربة كانوا أكبر كتلة بشرية في اسرائيل قبل هجرة اليهود السوفيات اليها".