دعا ناشطون مصريون إلى تظاهرات غداً الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة ومختلف مناطق مصر للتنديد بالمواجهات الطائفية التي شهدتها القاهرة السبت الماضي، فيما رفض عدد من المفكرين الأقباط أي دعوات من شأنها أن تفتح الباب أمام التدخلات الخارجية في مصر تحت زعم "حماية الأقباط"، وهي الدعوات التي شقت طريقها إلى كل من الولاياتالمتحدة الأميركية والفاتيكان في أعقاب أحداث إمبابة، لكن رد المفكرين المسيحيين في مصر جاء سريعاً، حيث أكد المفكر القبطي ممدوح رمزي أن الأقباط في مصر ضد فكرة الحماية الدولية، مضيفا في تصريحات ل"الوطن"، أن "المطالبة بالحماية الدولية للأقباط عار". وأضاف رمزي "نرفض حماية الفاتيكان، ونرفض حماية الكونجرس الأميركي، فنحن مواطنون مصريون تحل قضايانا داخل الوطن". لكن رمزي عاد ليشير إلى أنه في الوقت الذي يرفض فيه الحماية الدولية للأقباط فإنه يؤيد فكرة "تدويل القضية القبطية"، بما يعني طرح القضية القبطية على مائدة المفاوضات العالمية من منطلق عضوية مصر في الأممالمتحدة ومعهد حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. من جهته، رفض المفكر القبطي جمال أسعد فكرتي "فرض الحماية الدولية" و"تدويل القضية القبطية"، مشيراً إلى أنه لا فرق من وجهة نظره بين الفكرتين. وأضاف أسعد ل "الوطن" إن "الحماية الدولية جزء من مخطط صهيوني يعود إلى عام 1979 ويقوم على أساس تقسيم المنطقة العربية بصورة عامة، ومصر بصورة خاصة على أسس طائفية، ومنذ هذا الوقت وهم يلعبون بما يسمى (ورقة الأقباط)، وهو ما تجسد بوضوح في الضغوط التي مارستها واشنطن ضد الأمم في عام 1995 لإصدار (بيان الحرية الدينية وحماية الأقباط) والذي أسس لقانون الحماية الدينية الصادر من الكونجرس، والذي تضمن 16 عقوبة ضد الدول التي تضطهد الأقليات الدينية ومن بينها الأقباط حسب زعمه". ويضيف أسعد أن "ما ورد بشأن اضطهاد الأقباط لا ينطبق من قريب أو بعيد بمشكلات المسيحيين في مصر، حيث حدد القانون أن تكون الأقلية الدينية عرضة لاضطهاد منظم من جانب الحكومة، فالمسيحيون في مصر ليسوا أقلية بمعنى تعرضهم للاضطهاد المنظم من جانب الحكومة، وإن ما يتعرضون له هو حوادث طائفية تأتي نتيجة تراكم أسباب اجتماعية وسياسية، والقانون المصري لا يفرق بين مسلم ومسيحي". وقال "ليس من حق الفاتيكان ولا غيره الزعم بحماية الأقباط، لأنهم شعروا أنه بعد ثورة 25 يناير لن يكون لهم تأثير على نظام الحكم القادم في مصر، ويحاولون استغلال الظروف السياسية والاجتماعية التي تعيشها مصر حالياً بما يضمن أن يجدوا لأنفسهم مكاناً للضغط عليها مستقبلاً". وكان وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قد بحث مع أمين سر دولة الفاتيكان تارشيزيو برتوني الثلاثاء الماضي في روما "إمكانات التحرك لحماية المسيحيين في الشرق"، وذلك على ضوء أحداث أمبابة التي شهدتها مصر يوم السبت الماضي، فيما جدد المحامى موريس صادق، رئيس الجمعية الوطنية لأقباط الولاياتالمتحدة، دعوته لطلب فرض الحماية الدولية على مصر، زاعما أن الأقباط والبهائيين والشيعة والليبراليين يتعرضون للاضطهاد على يد الحكومة الإسلامية على حد زعمه.