أعلن نائب الرئيس اليمني اللواء عبدربه منصور هادي ان حوالى نصف مليون لاجئ من الصومال واثيوبيا واريتريا والسودان يعيشون في اليمن ويشكلون عبئاً كبيراً على اقتصادها. راجع ص 10 وقال في افتتاح المؤتمر الاقتصادي الثاني في صنعاء امس ان المنظمات الدولية تكتفي برعاية اللاجئين الموجودين في مخيمات الحديدة وتعز وأبين، ولا تلتفت الى آلاف من اللاجئين يعيشون خارجها. وأشار الى ان بلاده دفعت في شكل غير مباشر ثمن الصراع الدموي في الصومال. وأوضح ان الآلاف يتسللون عبر السواحل اليمنية ويتصلون بأقارب لهم يعيشون منذ زمن في اليمن ويقطنون معهم، ولا تعلم بأمرهم منظمات الإغاثة الدولية. وزاد ان حوالى مليون يمني عادوا من دول الخليج بعد الغزو العراقي للكويت، وكان بينهم اكثر من مئتي ألف صومالي رجلوا لأنهم يحملون وثائق يمنية. ولفت الى ان اليمن بحاجة الى تبني استراتيجية جديدة في شأن علاقاتها مع دول الجوار في القرن الافريقي، موضحاً انها دفعت في شكل غير مباشر ثمن الصراع الدموي في الصومال وان "دولاً كثيرة بينها الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الاوروبي تولي اهتماماً خاصاً بضمان الامن في الدول المجاورة لها وكذلك بالتنمية والاستثمار فيها، وعلى اليمن ان تحذو حذوها". وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين اعلنت في كانون الاول ديسمبر الماضي عجزها عن تحديد عدد اللاجئين الى اليمن من دول القرن الافريقي. واوضحت ان ارقاماً تشير الى وجود 53954 لاجئاً، وان هذه احصاءات غير دقيقة والموجودون في اليمن يتوقع ان يكون عددهم اكبر بكثير. وأكدت ان عدد الذين يقدمون طلبات اليها للحصول على حق اللجوء في اليمن يصل الى 300 شخص شهرياً، وان غالبية الموجودين على الاراضي اليمنية هم صوماليون واريتريون. وكان 180 صومالياً غرقوا قبالة السواحل اليمنية اواخر شباط فبراير الماضي، ووصل عدد اللاجئين الصوماليين الذين غرقوا في الشهر ذاته الى 220 شخصاً. وتشير مصادر مطلعة الى ان اكثر من نصف المتسللين يموتون غرقاً او يقتلون برصاص اصحاب القوارب الذين يعجزون عن الاقتراب كثيراً من السواحل اليمنية خشية الوقوع في قبضة حرس السواحل، فيرغمون اللاجئين على النزول في عرض البحر تحت تهديد السلاح واحياناً يطلقون النار عليهم عشوائياً. وتعد السلطات اليمنية لاقامة مخيم جديد للاجئين في منطقة خرز غرب مدينة عدن. وشكت السلطات الامنية اليمنية مرات من ان كثيرين من اللاجئين ينجحون في التسلل من المخيمات الى المدن الرئيسية في اليمن، وان بعض العاطلين عن العمل منهم يشكلون عصابات للسرقة والتزوير. واضطرت وزارة الداخلية خلال السنوات الثلاث الماضية الى ترحيل آلاف من هؤلاء.