احتضنت العاصمة التونسية اجتماع ممثلي اتحادات كرة القدم لبلدان شمال افريقيا المغرب والجزائر وتونس والجماهيرية الليبية ومصر لبحث موضوع الساعة على الصعيد الدولي والمتعلق بانتخاب الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا. وشارك في الاجتماع سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري وطارق بن مبارك رئيس الاتحاد التونسي ومحمد ديابي رئيس الاتحاد الجزائري ومولاي عبدالله العلوي ممثل الاتحاد المغربي ومحمد العماري نائب رئيس الاتحاد الليبي، إلى جانب سليم علولو تونس وسعيد بلخياط المغرب عضوا المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي لكرة القدم. وطبقاً للتوقعات لم يسفر الاجتماع عن اتخاذ موقف موحد حول رئاسة "فيفا" نظراً لتباين وجهات النظر، إذ عبرت بعض الأطراف عن عدم استعدادها للالتزام آلياً بموقف الاتحاد الافريقي الداعم للسويدي لينارت يوهانسون، وذلك على الرغم من الشروحات التي قدمها علولو وبلخياط لاقناع الجميع باتباع موقف المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي. وبدا واضحاً خلال المؤتمر الصحافي الذي تلى الاجتماع عدم ارتياح البعض لتسرع المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي في اتخاذ قراره المساند ليوهانسون قبل استشارة الاتحادات الوطنية والاستئناس بآرائها. وكان رئيس الاتحاد الجزائري أكثر صراحة حول هذا الموضوع عندما قال: "نحن اتحادات وطنية لنا مكانتنا ولسنا تلاميط نطبق قرارات الاتحاد الافريقي ورئيسه عيسى حياتو، وهي القرارات التي اتخذت من دون استشارتنا. علينا أن نساند الشخص المناسب وذلك طبقاً لمصالحنا كاتحادات وطنية وسنتخذ القرار المناسب والموحد في هذا الصدد خلال اجتماعنا المقبل الذي سيعقد في حزيران يونيو المقبل في العاصمة الفرنسية باريس". أما رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر فقد كان أكثر المشاركين وضوحاً ولباقة، إذ قال: "حياتو رأى أن مصالحه ومصالح الاتحاد الافريقي مع يوهانسون وكان عليه استشارة الاتحادات الوطنية الافريقية والحصول على موافقتها قبل الاعلان عن قرار مساندة رئيس الاتحاد الأوروبي. بحثنا الموضوع خلال اجتماعنا في تونس وسنبلغ مواقفنا ووجهات نظرنا لحياتو لأن مصالحنا معه وسنتخذ القرار المناسب خلال اجتماعاتنا في باريس". وسببت هذه التصريحات والمواقف نوعاً من الاحراج لعلولو وبلخياط ونفى الأول ان يكون انعقاد هذا الاجتماع يدخل في إطار حملة لصالح يوهانسون ولدعم موقف المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي، معلناً ان الاتحاد الافريقي سيجتمع في 7 حزيران المقبل في باريس بممثلي كافة الاتحادات الوطنية الافريقية ليبحث معهم هذا الموضوع، معترفاً أنه سيكون هناك اجماعاً افريقياً حول موقف الاتحاد الافريقي. هذا، وتقرر خلال الاجتماع انشاء هيكل يضم اتحادات تونس والجزائر والمغرب ومصر والجماهيرية يتولى التنسيق وتدعيم التعاون بينها في مجال تبادل الخبراء والفنيين والحكام وإقامة دورات خاصة بالشبان.