دخل الصراع بين السويدي لينار يوهانسون رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم والسويسري جوزف بلاتر الامين العام للاتحاد الدولي فيفا، على خلافة البرازيلي جواو هافيلانج في رئاسة فيفا ابرز وأهم اتحاد رياضي دولي، مرحلة حاسمة اذ تعددت الاتصالات والمناورات من اجل كسب الاصوات والفوز بمنصب الرئاسة في 8 حزيران يونيو القادم في العاصمة الفرنسية. فقد حدد عدد من الاتحادات القارية وبعض الاتحادات الوطنية موقفها من هذه المنافسة التي اتسمت الى حد الان بقدر كبير من الشراسة وذلك اعتباراً لأهمية المنصب. وفي خضم هذه الحملات والمناورات تساءل العديد عن الموقف العربي من هذه المسألة وعن الدور الذي يمكن للاتحادات العربية ان تلعبه في هذه "القضية". فقد عبرت بعض الاتحادات العربية خلال الايام الاخيرة ومنها اتحادات المملكة العربية السعودية ولبنان وقطر والجزائر والجماهيرية الليبية عن دعمها لبلاتر، وأفادت بعض المعلومات ان اتحادات عربية اخرى ستسير على النهج نفسه. وعلمت "الحياة" ان الاعلان عن مساندة الجزائر وليبيا لبلاتر أثار غضب بعض اعضاء الاتحاد الافريقي لكرة القدم وفي مقدمتهم رئيسه الكاميروني عيسى حياتو، الذي اعتبر موقفهما خروجاً عن الطاعة بعد ان قرر المكتب التنفيذي للاتحاد الافريقي بقيادة حياتو مساندة رئيس الاتحاد الاوروبي وطلب من الاتحادات الافريقية منح اصواتها للسويدي. وخلال اقامة الدورة الرابعة لبطولة النخبة العربية في تونس اثير الموضوع مع عثمان السعد الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم الذي أكد بدوره على أهمية المسألة معلناً ان الاتحاد العربي سيعقد قبل مؤتمر الفيفا في حزيران القادم في العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً تنسيقياً يضم رؤساء الوفود العربية لتبادل وجهات النظر في هذه المسألة واتخاذ القرار الذي يتماشى مع مصالح الاتحادات العربية. وأكد السعد احترامه لتوجهات الاتحادات القارية خاصة في افريقيا وآسيا مبيناً انه على الاتحادات الوطنية العربية ان تفرض وجودها وتبحث عن مصالحها. ويبدو ان هذه الخطوة من الاتحاد العربي قوبلت بشيء من الامتعاض من قبل بعض الاطراف الفاعلة في الاتحاد الافريقي لكرة القدم والتي لا ترغب في تدخل الاتحاد العربي خشية ان تتبعثر اوراقها واستراتيجيتها . وأفادت مصادر قريبة من الاتحاد الافريقي لكرة القدم ان النية تتجه نحو عقد اجتماع تنسيقي خلال الايام القادمة في العاصمة التونسية يضم رؤساء اتحادات تونس والمغرب وموريتانيا والجزائر والجماهيرية الليبية وسعى لبحث الموضوع وتحديد الموقف من الصراع بين يوهانسون وبلاتر. وأشار المصدر نفسه ان الهدف من الاجتماع هو اقناع هذه الاتحادات وحثها على الالتزام بالموقف المعلن من قبل الاتحاد الافريقي. وينتظر ان تنقسم وجهات النظر خلال الاجتماع المنتظر، خاصة اذا تأكدت مشاركة الجزائر وليبيا اللتان اعلنتا مساندتهما لبلاتر. وعلمت "الحياة" من مصادر قريبة من الاتحاد الدولي "فيفا" انه من الصعب بل من المستحيل ان تلتزم كافة الاتحادات الوطنية الافريقية بموقف الاتحاد الافريقي وذلك على الرغم من "الرقابة اللصيقة" التي يعمل حياتو وجماعته على فرضها، وهو ما ابرزه موقف الجزائر وليبيا وما تؤكده مواقف اتحادات وطنية افريقية اخرى. ولاحظ المصدر نفسه ان دخول بلاتر الانتخابات بدعم من هافيلانج جاء بعد الاتصالات التي اجراها مع مختلف القارات وتبين له من خلالها ان حظوظه وافرة وانه سيحصل على العديد من الاصوات افريقياً وأوروبياً وآسياوياً اضافة الى دعم اميركا الوسطى والجنوبية.