دخلت الحملة من أجل خلافة البرازيلي جواو هافيلانج في رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" منعطفاً حاسماً خلال الايام القليلة الماضية خاصة بعد ان تسربت الاخبار المتعلقة بامكانية دخول السويسري جوزف بلاتر، الامين العام للفيفا معركة الانتخابات ما أثار قلق وإنشغال وغضب أعضاء الاتحاد الاوروبي الذين يعتبرون ترشح بلاتر بمثابة التحدي لرئيسهم السويدي لينارت يوهانسون، المرشح الرسمي الوحيد حتى الآن لخلافة هافيلانج. وينتظر ان تحتدم المعركة خلال الاسابيع القادمة بين يوهانسون وبلاتر خاصة مع قرب انعقاد مؤتمر الاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي سيقام في نهاية الاسبوع الاول من شهر شباط فبراير القادم في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو ومن المتوقع ان يحدد خلاله الاتحاد الافريقي موقفه من موضوع رئاسة فيفا. وأكد أحد اعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم ل "الحياة" ان ردّ فعل الاتحاد الاوروبي جاء عنيفاً نظراً لأن رئيسه شعر بخطر بلاتر الذي كثّف خلال الفترة الاخيرة اتصالاته ببعض الاطراف الفاعلة وهو الذي يحظى بدعم الرئيس الحالي الذي أكد علناً خلال الفترة الاخيرة مساندته لبلاتر. ولاحظ المسؤول الدولي "انه لا خيار امام بلاتر الآن سوى الترشح لخلافة هافيلانج، لانه متيقن بأنه سيفقد مركزه في فيفا في حال انتخاب يوهانسون، مبيّناً ان بلاتر يعتمد في حملته اساساً على شبكة صداقاته المتعددة في مختلف القارات اضافة الى الدور الذي ينتظر ان يلعبه هافيلانج لمصلحته. وأشار الى ان بلاتر حرص في الفترة الاخيرة على تحسين علاقاته مع المشرفين على شؤون الاتحاد الافريقي لكرة القدم كما يعمل الآن على كسب ودّ الاتحادات الوطنية الافريقية اذ أعلن اخيراً في سنغافورة "انه يؤيد اقامة كأس العالم 2006 في افريقيا". وأكد عضو الاتحاد الدولي لكرة القدم ان يوهانسون وبلاتر يعتقدان ويعرفان ان مفتاح النجاح والوصول الى رئاسة فيفا هو في يد الافارقة الذين يملكون اكثر من 50 صوتاً، والذين ستكون كلمتهم حاسمة في الانتخابات خلال مؤتمر فيفا الذي سينعقد في 7 حزيران يونيو القادم في العاصمة الفرنسية باريس. فرئيس الاتحاد الاوروبي شعوراً منه بأهمية وزن افريقيا في الانتخابات شرع منذ مدة في عملية تقارب مع الاتحاد الافريقي لكرة القدم، وبادر بدعم افريقيا في الحصول على خمسة بطاقات في نهائيات بطولة كأس العالم 98 وأبرم اتفاقية تعاون مع الاتحاد الافريقي لكرة القدم تتضمن دعم الاتحاد الاوروبي لبعض الاتحادات الوطنية الافريقية الضعيفة اضافة الى اقامة دورات ودية على مستوى منتخبات الشباب. وفي المقابل فان يوهانسون الذي أعلن قبوله بمبدأ التناوب بين القارات لتنظيم كأس العالم، يرى ان عملية التناوب تبدأ من اوروبا، اي ان بطولة كأس العالم 2006 يجب ان تقام في المانيا او انكلترة، اضافة الى انه لم يستجب لاحدى مطالب رئيس الاتحاد الافريقي عيسى حياتو، الداعي الى اقرار مبدأ التناوب بين القارات فيما يتعلق برئاسة الفيفا. وعمل السويدي المدعوم من قبل أغلب الاتحادات الاوروبية على كسب مساندة الاتحادات القارية من خلال اعلانه على اضفاء مسحة من الديموقراطية على فيفا وذلك باشراك الاتحادات القارية في اتخاذ القرارات الهامة وبتعيين ممثل عن كل اتحاد قاري في الامانة العامة لفيفا يتولى التنسيق بين فيفا والاتحاد القاري الذي يمثله، اضافة الى انه وعد بتقديم دعم مالي هام للاتحادات القارية. والسؤال المطروح الآن يتعلّق بموقف افريقيا. فهل سيدخل الاتحاد الافريقي طرفاً في الانتخابات من خلال رئيسه الكامروني عيسى حياتو، ام سيساند احد المترشحين؟ فعيسى حياتو المعروف بطموحاته الكبيرة يرغب فعلاً في ان يتولى رئاسة فيفا لكنه أعلن انه ينتظر الوقت المناسب لذلك. وفي هذا الصدد يرى الخبراء ان حظوظ حياتو للوصول الى رئاسة فيفا ضئيلة، الا اذا وجد الدعم والمساندة من قبل اتحادات آسيا واميركا الشمالية واميركا الجنوبية اضافة الى اصوات افريقيا وهو امر يصعب تحقيقه في الوقت الراهن. وأشار مصدر مطّلع على شؤون الاتحاد الافريقي انه اذا قرّر حياتو دعم يوهانسون فان ذلك سيكون بمثابة الاعتراف لمواقفه المساندة لافريقيا فيما يتعلّق بمنحها خمسة بطاقات في نهائيات بطولة كأس العالم 98 وكذلك لأنه أكبر سناً من بلاتر، اي انه قد لا يتمسك طويلاً برئاسة فيفا في صورة انتخابه وقد يدعم بدوره حياتو في وقت لاحق. وأكد المصدر نفسه ان اجتماعات بوركينا فاسو في بداية شباط فبراير ستكشف الكثير، خاصة وانها ستجمع الى جانب اعضاء الاتحاد الافريقي، رئيس الاتحاد الدولي هافيلانج ويوهانسون وبلاتر الى جانب رؤساء الاتحادات القارية. ورفض احد اعضاء الاتحاد الافريقي الكشف عن الاستراتيجية التي سيتم اتباعها مكتفياً بالقول بأن كل الاحتمالات واردة وان مؤتمر بوركينا فاسو قد يكون بداية مرحلة تحديد المواقف. ولاحظ انه لا يستبعد ان يحاول هافيلانج الاستفادة من هذه المواقف ليدخل هو الاخر من جديد المعركة خاصة وانه كان قد صرّح خلال سحب قرعة بطولة كأس العالم في مرسيليا عن امكانية التراجع عن قرار الاعتزال والتفكير في البقاء اذا ما طلب منه ذلك. ففي انتظار السابع من نيسان القادم الموعد النهائي لتقديم الترشحات، فان النصف الاول من الشهر القادم قد يكشف الكثير من الخفايا والاسرار والنوايا.