توقعت مصادر سياسية أردنية، أمس، ارتفاع وتيرة التصعيد في العلاقات الأردنية - السورية بعدما كشف رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة أخيراً عن اختفاء عدد من الأردنيين "المسؤولين في دوائر رسمية" خلال زيارتهم سورية قبل أشهر. وقال الطروانة في حديث صحافي نشرته صحيفة "الاتحاد" الظبيانية واعادت نشره صحيفة "الرأي" الأردنية شبه الرسمية امس ان "عدداً من المسؤولين في دوائر رسمية، غابوا منذ شهور ولا أحد يعرف أين هم في سورية". وأضاف ان الأردن يعاني منذ اكثر من سنة تصعيداً اعلامياً سورياً ضده، مشيراً الى ان "كثيراً من فئات شعبنا يقولون: الى متى سنبقى صامتين". وأضاف: "دعونا الى لقاءات مع الأشقاء السوريين للمفاتحة والمكاشفة، ولكن لا سبيل الى ذلك... الى ان وصل الأمر الى تغيير حقائق على الأرض... فعندما يهاجموننا على موقف فهذا شيء، ولكن عندما تتم مغالطة للتاريخ، خصوصاً عندما يكون هناك دماء وشهداء وإنكار لمواقف، فإن الأمر حقيقة تستلزم الرد". وقال ان الأردن "يستضيف 125 ألف سوري يعملون على الأراضي الأردنية، وفي المقابل، يوجد 742 معتقلاً أردنياً في سورية". وأضاف: "إنني أفهم عندما يأتي مواطن غير مرغوب فيه الى بلد، أن يقال له أنت غير مرغوب فيك، وارجع الى بلدك... ولكن لا يجوز ان يعتقل من دون محاكمة". يذكر ان العلاقات الأردنية - السورية التي اعتراها الفتور خلال السنوات الأخيرة، شهدت تصعيداً متزايداً خلال الأسبوعين الأخيرين بسبب تصريحات أدلى بها وزير الدفاع السوري العماد مصطفى طلاس قال فيها ان الشعب الأردني يتعرض لپ"التهويد" وان الأردن سيتحول الى دولة فلسطينية، وان المملكة لم تشارك في حرب عام 1973، ومنعت القوات السعودية من الدخول الى سورية خلال الحرب ضد اسرائيل. واستدعت وزارة الخارجية الأردنية يوم الثلثاء الماضي القائم بأعمال السفارة السورية في عمان السيد وهيب جبر وابلغته "احتجاجاً شديد اللهجة" بسبب استمرار اعتقال مئات الأردنيين في السجون السورية من دون محاكمة. ونظم ذوو المعتقلين الأردنيين في اليوم التالي اعتصاماً أمام البرلمان طالبوا خلاله الحكومة والمؤسسات الدولية بالتدخل للافراج عن ابنائهم المعتقلين والتخفىف من سوء أوضاعهم.