تجاوزت محاصل تونس من الحمضيات في الموسم الحالي 187 ألف طن، وهو حجم يعادل تقريباً حجم المحاصيل المسجل العام الماضي. وتوقع تقديرات رسمية ان يرتفع الحجم الاجمالي للصادرات من الحمضيات الى 25 ألف طن، وتشكل بلدان الاتحاد الأوروبي الزبون الرئيسي للصادرات التونسية. وتؤمن محافظة نابل جنوب العاصمة تونس 85 في المئة من انتاج الحمضيات. وأفادت احصاءات أعدتها نقابة مصدري التمور ان صادرات تونس من التمور ارتفعت الى ما يزيد على 22 ألف طن في الموسم الحالي وحققت ايرادات تقدر بپ50 مليون دولار، واستطاع التونسيون الوصول الى أسواق جديدة أهمها الولاياتالمتحدة واندونيسيا وتركيا والخليج وأوروبا الشرقية. على صعيد آخر أظهرت احصاءات حديثة ان انتاج تونس من الشمندر ارتفع من 34 طناً في الهكتار خلال الموسم الماضي الى 50 طناً في الهكتار السنة الجارية ما اعتبر محصولاً قياسياً. وساعد انشاء مصنع كبير للسكر في مدينة باجة شمال في تحسين الانتاج والتشجيع على توسعة مزروعات الشمندر، وارتفع الانتاج المحلي من 234 ألف طن العام الماضي الى 260 ألف طن السنة الجارية. واستطاع مصنع باجة تحويل 55 ألف طن من الشمندر وانتاج 18 ألف طن من السكر، ويتوقع ان يتم تحويل 200 ألف طن في الموسم الحالي، أي بزيادة نسبتها 300 في المئة. وتبلغ تكاليف مصنع السكر الذي تقدر طاقته اليومية بأربعة آلاف طن بنحو 65 مليون دولار. الا ان محاصيل الشمندر لا تؤمن حالياً سوى 14 في المئة من حاجات البلد الى السكر. ويخطط التونسيون للوصول الى نسبة 25 في المئة سنة 2000. وذكرت الاحصاءات ان واردات تونس من السكر ارتفعت من 187 ألف طن بقيمة 60 مليون دولار الى 242 ألف طن بقيمة 80 مليون دولار. الهيئات العربية ويسعى التونسيون لتطوير التعاون مع الهيئات الاستثمارية العربية للاستفادة من الامكانات الزراعية الكبيرة المتوافرة في البلد. اذ بعدما حقق مشروع انشاء مركز لتجميع الألبان في منطقة أبو سالم شمال ومشروع شركة الإحياء والتنمية الزراعية في منطقة المرجى وسط نجاحاً ملحوظاً، تطور الاهتمام العربي بالاستثمار في القطاع الزراعي المحلي. وتم أخيراً انشاء مصنع لاستخلاص زيت الفيتورة بقايا الزيتون ينتيج 400 طن من الزيت يومياً و100 طن من الزيوت النباتية و10 أطنان من الصابون. وأقيم المصنع الذي ساهمت "الهيئة العربية للاستثمار الزراعي" في رأس ماله بنسبة 25 في المئة في محافظة صفاقسجنوب وقدرت تكاليفه بپ12 مليون دولار. وساهمت "الهيئة العربية" في انشاء مركز لتجميع الألبان في محافظة سيدي أبو زيد وسط بنسبة 25 في المئة وقدرت تكاليف المشروع بپ13 مليون دولار. ويسعى التونسيون حالياً لاستقطاب مستثمرين عرباً يساهمون في تمويل مشروع لانشاء شبكة مخازن مبردة ومشروع آخر لتعليب البندورة والخضروات. وعلمت "الحياة" ان دراسات الجدوى المتعلقة بهذه المشاريع باتت جاهزة وتم عرضها على "الهيئة العربية للاستثمار الزراعي" لتأمين مساهمتها في انجاز المشروعين. من جهة أخرى انشأ مستثمرون سعوديون مشروعاً مشتركاً مع رجل الاعمال التونسي طارق الشريف لتربية النعام في محافظة نابل 70 كلم جنوب العاصمة تونس. وتقدر تكاليف المشروع بخمسة ملايين دولار ويشمل تربية 400 نعامة. وأوضح مسؤول في "شركة تونس لتربية النعام" صاحبة المشروع ان الجانب التونسي يحوز على نسبة 52 في المئة من الاسهم، فيما تستأثر "الشركة السعودية العربية لتربية النعام" برئاسة السيد فهد العذل بنسبة 26 في المئة و"الشركة الفرنسية لتربية النعام" بنسبة 22 في المئة. ويشمل المشروع 150 هكتاراً وسيخصص انتاجه للتصدير بالكامل. ويعتبر هذا المشروع الثاني من نوعه في تونس، اذ أقام مستثمر ألماني مشروعاً مماثلاً في محافظة سوسة 150 كيلومتر جنوب العاصمة تونس عام 1994، ويصدر التونسيون ريش النعام وبيضه ولحمه الى بلدان أوروبية عدة وكذلك دهونه التي تستخدم في انتاج مستحضرات التجميل والمواد الصيدلية.