اتهم زعيم حزب الأمة السوداني المعارض السيد الصادق المهدي حكومة الرئيس الفريق عمر البشير بارتكاب "مجزرة" راح ضحيتها ما بين مئة و120 مجنداً كانوا يحتجون على رفض السلطات السماح لهم بقضاء عطلة عيد الأضحى مع ذويهم. وقال المهدي، رئيس الوزراء السوداني السابق، في بيان أصدره أمس وتلقت "الحياة" نسخة منه، إن "ما يحدث في السودان اليوم قمة مأساة شعب يحكم بغير ارادته ويُساق شبابه لحرب لا يوافق على اهدافها". وتابع ان "النظام يطارد الشباب لحشرهم في معسكرات للتدريب ثم لحشدهم لميادين القتال في اطار ما سموه الخدمة الوطنية الالزامية وهي في حقيقتها لا تشبه الخدمة الالزامية التي تسنها الدول بل تجنيد الشباب وأخذهم رأساً للمناطق الحربية". وأشار الى ان "الشباب وغالبيتهم من الطلاب الذين تعرضوا للحادث الاخير كانوا يُدرّبون في معسكر يقع بالقرب من العيلقون ويتبع لسلاح المهندسين بعد ان كانوا قد جمعوهم نتيجة الملاحقة والمطاردة. يوم الخميس 2 نيسان ابريل طالب هؤلاء الشباب بالسماح لهم بقضاء العيد مع اهلهم. رفضت السلطات الطلب واشتبك الشبان مع الحراس الذين اطلقوا النار في الفضاء فحدث هرج وهروب جماعي في كل الاتجاهات. اتجه بعضهم شرقاً وجنوباً وشمالاً نحو القرى المجاورة واتجه اكثر من 100 شخص غرباً نحو النهر وكان الحراس يطلقون النار في كل الاتجاهات". وبعدما لفت الى ان "المجموعات التي اتجهت نحو القرى تم تهريب بعضها بواسطة المواطنين تجاه العاصمة"، قال ان "المجموعة التي اتجهت نحو النهر كانت هدفا سهلاً للحراس. بعضهم غرق وهو يسبح والآخر قُتل باطلاق النار وبعضهم استقل مركباً بأعداد اكبر من حمولتها فغرقت. حدث هذا كله صباح الجمعة. بعد ذلك ظهرت الحقيقة وهي موت 100 إلى 120 شاباً بالرصاص او غرقا". وتابع ان "الحكومة لم تعلن شيئا عن الحادث الا يوم الاحد وما اعلنته كان مضللاً. ركزت الحكومة همها في التعتيم، ولم تسلم الجثث لذويها بل دفنتها في قبور جماعية لتغطي على ان اسباب موت بعضهم كانت بالرصاص". وختم بالقول ان "هذه مجزرة تتوج بها حكومة النظام السوداني اعمالها الوحشية وعدوانها على الشعب السوداني. ان اهل السودان سيعبرون بأقوى صورة ممكنة عن استنكارهم لهذا الاستهتار المتواصل ويعملون لاطاحة هذا النظام الظالم. ان شعب السودان يتطلع للعالم ان يقف معه في محنته، فإن ما حدث ليس معزولاً بل حلقة من سلسلة انتهاكات لحقوق الانسان في السودان". وكانت أ ف ب صحيفة "ألوان" السودانية أكدت الاثنين الماضي ان 55 مجنداً سودانياً قتلوا عندما غرق القارب الذي كان يقلهم في النيل الأزرق بعد فرارهم من معسكر للتدريب على بعد 30 كيلومتراً جنوب شرقي الخرطوم. وقالت الصحيفة إن قيادة معسكر العيلقون سجلت غياب 260 مجنداً من أصل 2100 شاب يتدربون في المعسكر بعد تجنيدهم للمشاركة في القتال ضد المتمردين الجنوبيين. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محمد المعتصم حكم، عضو المكتب التنفيذي للحزب الاتحادي الديموقراطي، ان الأمر يتعلق ب "مجزرة" ارتكبتها قيادة المعسكر في حق المجندين الشبان الذين كانوا يريدون أخذ اجازة بمناسبة عيد الأضحى. على صعيد آخر، أعلن عضو قيادة قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" معارضة العميد أحمد خالد المالكي ان مجموعة من قوات المعارضة شنت هجوماً على معسكر للقوات الحكومية على الحدود مع أثيوبيا وقتلت قائده. وأصدر العميد المالكي بياناً جاء فيه: "قامت قوات أصحاب الإمام التابعة لجيش الأمة للتحرير، إحدى فصائل القيادة العسكرية المشتركة للتجمع الوطني الديموقراطي، بنصب كمين لموكب قائد معسكر سندنس قرب مدينة القلابات التابع لميليشيات الجبهة الإسلامية في صباح يوم أول من أمس الجمعة ...، وقتل في هذا الكمين قائد المعسكر النقيب الرشيد والقوة التي كانت في حراسته وعددها 11 جندياً، كما تم تدمير عربة عسكرية تحمل رشاش دوشكا". وأشار البيان إلى أن العملية "تأتي في إطار العمليات التي قرر التجمع القيام بها، تأديباً لميليشيات الجبهة الإسلامية على الكارثة الإنسانية التي وقعت في معسكر التجنيد الاجباري بالقرب من العيلقون 10 كيلومترات شرق الخرطوم وانتقاماً لأرواح الطلاب الأبرياء الذين قتلوا في هذا الحادث المروع".