والصورة في مدينة الاقصر ليست سوداء كما يصورها البعض ولا بيضاء كما يدعي آخرون، ولكنها على أي حال لا تدعو الى التشاؤم. اذ على رغم الظروف التي مرت بها المدينة التي كانت تكتظ بالسياح طوال العام، وكانت اشغالات الفنادق والبواخر السياحية تتجاوز نسبة 115 في المئة، إلا ان الحركة فيها بدأت تسترد جانباً من عافيتها الى حد وصلت معه نسبة الاشغال الى نحو 40 في المئة، بعدما كانت لا تزيد على 2 في المئة بعد الحادث الارهابي مباشرة. وفي هذا الصدد يقول مساعد مدير فندق "ونتر بالاس" في الأقصر السيد شهاب لطفي ل "الحياة" ان نسبة الاشغالات في الفنادق تزداد يوماً بعد الآخر في صورة لم تكن متوقعة. وخلال الأيام الماضية وصلت الى الاقصر أفواجاً سياحية من ايطاليا وفرنسا والولايات المتحدة. ويضيف: نتلقى يومياً عشرات الفاكسات من السياح الذين يستفسرون عن اسعار الإقامة والرحلات في الأقصر ويشرحون ان المشكلة التي تواجههم حالياً هي تراجع عدد من الشركات السياحية الاجنبية عن تنظيم رحلات لأفواج سياحية الى الاقصر، ويقول السائح ألفرد: "يتكبد السائح مزيداً من النفقات في حال سفره بمفرده، وليس من خلال شركة منظمة". وعن رؤية المسؤول الأول في مدينة الاقصر للوضع الحالي يقول رئيس مجلس المدينة اللواء سلمي سليم ل "الحياة": "لا بد أولاً ان نتوقف عن النواح وعن تحويل الاقصر الى حائط مبكي. لقد وقع حادث اجرامي، ووقعت اخطاء. هذا ليس نهاية العالم والوضع تغير تماماً الآن، وعولجت الأخطاء، والدليل على ذلك انه للمرة الأولى منذ الحادث تفوق نسبة الاشغالات في الفنادق والبواخر 40 في المئة. ويضيف: "نريد ان نؤكد للعالم ان الأقصر في حالة طيبة ومستقرة من الناحية الأمنية، وانه لا خوف ولا خطر على الافواج السياحية خلال زيارتها للمدينة". ويقو ان الأقصر استقبلت في الاسابيع الماضية عدداً كبيراً من الوزراء والسفراء الحاليين والسابقين من أوروبا واميركا، سواء في زيارات خاصة أو ضمن وفود رسمية جاؤوا للسياحة والتعرف الى الأوضاع الأمنية في المدينة. وبدأت الأقصر تستقبل رحلات الطيران العارض شارتر تحمل سياحاً من لندن وذلك للمرة الأولى منذ اشهر. كما تم الاتفاق مع هيئات سياحية عدة على استمرار عقد المهرجانات والاحتفالات الضخمة في الأقصر. ويقول سليم: "ما عانته الأقصر خلال الأشهر الماضية جعلنا نتظرق الى أنواع جديدة من السياحة لم نكن نهتم بها بدرجة كافية من قبل، مثل سياحة المعارض والمؤتمرات والتي كانت سبباً في جذب السياحة العربية والاجنبية الى الأقصر خلال الفترة الماضية". أما مدير فندق "موفنبيك - الأقصر" السيد سامح سعد فيؤكد على ضرورة نقل المؤتمرات والندوات واللقاءات لعقدها في الأقصر لحين انتهاء الركود الذي تعانيه المدينة حالياً. واعتبر ان عقد عشرات المؤتمرات الاقتصادية والطبية في الأقصر يعد نوعاً من أنواع الوعي لدى المواطنين الذين يساندون قطاع السياحة بالامكانات المتاحة لديهم. وأضاف: "طبعاً الصورة ليست قاتمة، فهناك انفراج في السياحة". وتوقع ان تتجاوز اشغالات فنادق الأقصر مع نهاية شهر نيسان ابريل الجاري نسبة 50 في المئة.