لم تبد اسواق النفط الدولية حماسة كبيرة للاتفاق الذي توصلت اليه منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" في الاجتماع الطارئ الذي عقدته في فيينا، إذ تراجع سعر برميل مزيج برنت بمقدار 47 سنتاً ليصل الى 30.14 دولار تسليم أيار مايو، وقال محللون ان الخفض لم يكن كافياً. وكانت منظمة "أوبك" توصلت الى اتفاق أقر خفوضات الدول الأعضاء التي كانت أعلنت في أثر اجتماع الرياض الذي بدأ بخفض انتاج السعودية وفنزويلا والمكسيك بمقدار 600 ألف برميل في اليوم وأسفر عن اعلان دول أعضاء في "أوبك" خفوضات بحجم 1.2 مليون برميل في اليوم. وفيما انتقدت وكالة الطاقة الدولية النروج على قرارها خفض انتاجها لدعم الاسعار قالت ماريت ارنشتاد وزيرة النفط والطاقة النروجية ان تقليص انتاج اوبك "مساهمة مهمة لتحقيق استقرار سعر النفط ويمكن ان تمنع أي انخفاض آخر في الأسعار". وأبلغ السيد علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة العربية السعودية "الحياة" ان الضمان لالتزام "اوبك" خفض الانتاج هو المصلحة، موضحاً ان المهم في الاتفاق اقتناع الجميع بجدية القرار من الآن وصاعداً. راجع ص9 وعما اذا كان الخفض المتفق عليه كافياً قال الوزير أنه لا شيء "يقول ان هذه الأرقام مطلقة. نحن نقول ان في السوق فائض بحدود 6.1 مليون الى مليوني برميل. وحصلنا على خفض بنحو 5.1 مليون برميل. ولا شك ان هذه الكمية ستخرج من السوق وإذا رأينا في اجتماع ستعقده المنظمة في حزيران يونيو المقبل ان الكميات التي خفضناها ليست كافية فلا شيء يمنعنا من القول ان هذه الكميات غير كافية ونحتاج الى المزيد من التخفيضات." وقال الوزير رداً على سؤال آخر "إن المنتجين من خارج "أوبك" ازداد احترامهم الآن للمنظمة وأدركوا ان الضرر سيطال الكل، وأن التعاون مع "أوبك" افضل من ان يفلت زمام الأمور". واعرب الوزير عن اعتقاده بأن اسعار النفط ستشهد تحسناً، وان انخفاضها يوماً وارتفاعها يوماً آخر ليس المعيار بل ما سيحدث خلال الشهور التسعة التي سيستمر فيها تطبيق قرار خفض الانتاج. وتحدثت "الحياة" الى وزير النفط الكويتي الجديد الشيخ سعود ناصر الصباح الذي قال "اعتقد أن اتفاق خفض الانتاج عموماً ... يُعتبر جيداً. فأي برميل يُسحب من السوق العالمية سيعود بالتأكيد بالنفع على الدول الأعضاء في المنظمة وخارجها بالنسبة لتحسن أسعار النفط." واضاف "همنا الأساسي الآن ليس ارتفاع الأسعار، إنما المحافظة على الأسعار، لأن هناك خوفاً من تدهورها نتيجة الكميات الضخمة من النفط المعروضة على الأسواق العالمية من الدول خارج المنظمة وداخلها، خصوصاً أننا قادمون على فترة الصيف الحرجة".